السلام طوق النجاة الوحيد لهن
الأحد 14 نوفمبر ,2021 الساعة: 04:55 مساءً

ويلات وطن تدفع المرأة تكاليفها بصورة مضاعفة بارتدادات مزلزلة كأم للمفقودين وعائل لليتامى ومربية للأطفال تُعتقل وتُغتال وتُسجن وتُغييب بالرغم من أنها ركن من لا ركن له من ضعفاء كل أسرة يمنية.

لن تنتهي ويلات اليمن إلا بإنهاء الحرب وتدشين سلام يبهج القلوب ويرفع الضيم والجوع والألم عن ناسها الذين يدفعون ثمن باهظ لم يعد بمقدورهم دفعه.

لا حل ناجع يلوح في الأفق وسوف تظل كل الجهود مهددة بالانهيار طالما أن الحرب لم تتوقف ولذا يجب أن تنصب جميع الجهود لإيقاف الحرب وإرساء ثقافة السلام في نفوس الناس وسلوكياتهم قبل إيقافها في جبهات القتال وهو الدور المناطق بكل فئات المجتمع الفاعلة سواء كانوا معلمين أو صحفيين أو مشائخ أو دُعاة أو رجال دولة  وأن تبدأ الجهود من المرأة نفسها التي تخاطب أبنتها في المنزل وتخلق تمييز وتصنع فارق بعبارة لا يأبه لها على خطورتها عند إيكال المهمات بالخطاب للبنت لا تفعلي كذا أو لا تذهبي إلى ف (أنت بنت) أو عندما يتعدى الأبن على أخته فيتم الثناء عليه أو إيكال المهام للأطفال بناء نوعه كذكر أو أنثى.

التغيير يبدأ من المرأة نفسها.

موروث اجتماعي وثقافي لن يكتب لنا النجاح بدون تجاوزه.

(أقتل البزي قبل يكبر) تشكل هذه العبارة التحريضية المتوارثة الأخطر بما ترسخه من صورة ذهنية عن عداوة لأبن الأخت الذي سوف يكبر ويطالب بميراث أمه

حيث يشكل الموروث الاجتماعي ضد الميراث الشرعي إضافة للتخجيل أهم العوائق في عملية توعية النساء بحقوقهن   

وليس حرمان النساء من الميراث ومن الحقوق وحرمان الفتيات من التعليم والزواج المبكر والعنف القائم على النوع الاجتماعي بالظاهرة الجديدة في المجتمع اليمني لكن الحرب كانت السبب الرئيسي لتفاقم هذه المشاكل وتأجيجها.

ويعد الانفلات الأمني وغياب القوانين التي تحد من هذه المشاكل والتطويل في القضايا وعدم توفر القدرة المادية للواعيات التي يعول عليهن في خلق نموذج تشجيعي لبقية النساء لرفع قضايا المطالبات الحقوقية أو الاعتداءات الجسدية أو النفسية أمام المحاكم ونظرة المجتمع للمرأة التي تذهب للمحكمة كوصمة تلاحقها في استهداف مزدوج سواء كانت المتوجه للمحكمة أو النيابة أو الشرطة محامية أو مشتكيه في بلد بات الجوع يهدد 13مليون شخص يشكلون نصف السكان منهم 4 مليون نازحاً داخلي 24,000 يمني اضطروا للفرار من منازلهم هذا العام فقط. ويعد80% من إجمالي عدد النازحين في اليمن هم من النساء والأطفال حسب التقارير الصادرة عن المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن.

وتعد الفئات المهمشة الأكثر تضررا كونها تعاني من مشاكل مضاعفة كجزء أصيل من الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الحرب وويلات التهميش.

وباستثناء اتحاد نساء اليمن الذي أحدث حراك مجتمعي واسع في تشجيع النساء والفتيات المتضررات لرفع قضايا لانتزاع حقوقهن والتعاقد مع محامين أو محاميات مما رفع حاجز الخوف لدى بعض النساء إضافة لافتتاح دور خاصة للجانحات وحل مشاكلهن وإعادة تأهيلهن وكذا دفع مختلف الفئات النسائية وتمكينهن من سبل العيش التي تساعد في تجاوز مخاوفهن بالقدرة على المعيشة وإبعاد شبح الجوع الذي يجعل المرأة أكثر ضعفا.

وهناك جهد زهيد لمؤسسات المجتمع المدني الأخرى لا يرقى الدور المفترض بها القيام به وكذا القيادات المؤثرة التي تنصب جهودها في بوتقة تكرس التمييز بناء النوع الاجتماعي بجعل الرجل هو الممثل الشرعي في تلقي سبل الدعم للمجتمع وضعف تمثيل المرأة كممثل للمجتمع ويلاحظ ذلك بوضوح في مجالس القرى.

وهناك تهميش حكومي واضح في إسناد معظم الوظائف المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ والإشراف سواء في العمل الإغاثي أو غيره للرجل ولم يصل لمسامعنا أن رئيس الوحدة التنفيذية في أي محافظة أو مديرية أو فروع اللجنة العليا للإغاثة أو التخطيط أسندت للمرأة.a


Create Account



Log In Your Account