الحكومة تمنع حق اللجوء عن اليمنيين بالخارج
الأحد 02 يناير ,2022 الساعة: 07:19 مساءً

ندرك تماماً بأن الحرب في اليمن كانت لها تأثيرات سلبية كبيرة على مجمل الأوضاع برمتها ولا زالت تلك الأحوال جارية على ذاك النحو المتصاعد وربما تفاقمت الأمور أكثر من ذلك وبصورة لافته للنظر.

إن أمراً كهذا هو ما دفع بالعديد من اليمنيين خلال السنوات الأربع الماضية إلى السفر إلى خارج الوطن بغرض الحصول على عملية اللجوء في الدول المتواجدون فيها سيما الأوروبية منها.

لكن للأسف مسألة كهذه لم تكلل بالنجاح لأن الحكومة اليمنية حال ما علمت بخبر كهذا سارعت على الفور بإعطاء توجيهاتها لوزارة الخارجية بسرعة التحرك إلى تلك الدول تخبرها وتعلم سفراءها وممثليها في الهيئات والمنظمات الدولية بأن يقوموا بوقف إجراءات حق اللجوء لليمنيين بحجة أن اليمن تعيش أزمة سياسية وليس في حالة حرب مدعيةً في هذا الصدد بأن المملكة السعودية هي متكفلة بشؤون اليمن بالوقت الذي نعرف جيداً أن المملكة كانت قد قامت قبل أشهر معدودة بعملية طرد لأكثر من ٧٠٠ ألف مواطن  يمني في المناطق الجنوبية من السعودية.

بل أقدر أقول إن ذلك العدد خلافاً لما تقوم به من عملية طرد متعمد بين الفينة والأخرى لليمنيين في مدنها الأخرى.

الأنكى في هذا ما قامت به وزارة الخارجية اليمنية مؤخراً حيث أنها كانت قد أرسلت رسالة من قِبلها إلى وزارة الخارجية البلاروسية تحثها فيها بأن تقوم بمنع دخول اليمنيين إلى أراضيها..

لماذا ..؟

تشير المعلومات للقاصي والداني بأن الشرعية اليمنية كانت قد افتضحت وتعرَّت أمام الملأ وخاصة منها المنظمات والهيئات الدولية وذلك لما يعانيه اليمنيون من أوضاع مأساوية في بلادهم.

ولا يخفى أن المنظمات الدولية كانت تقوم بإبلاغ الحكومة اليمنية، بأن مواطنيها أصبحوا مُهحرين في كل مكان بسبب الحرب الجارية في اليمن بينما هناك من يدعي بأن السعودية تقوم بالتكفل بهم فهذا كله هراء لأن السعودية تدرك أنه حال ما توقفت الحرب في اليمن سرعان ما ستكون هنالك مسائلات عديدة عن أولئك المُهجرين اليمنيين بالخارج، ناهيك عن أولئك الضحايا داخل الوطن.

كما ستطال المساءلة تشريد النازحين من مناطقهم وكذا ذلك التدمير والخراب الذي حلّ بمعظم مناطق اليمن دون استثناء.

واستنادًا إلى ذلك يمكننا القول بأن ما قامت به وزارة الخارجية أكان سابقاً أم لاحقاً فهو لا يتلاءم أو يتناسب مع الأعراف الديبلوماسية لأنه من غير المنطقي بأن يظل المواطن اليمني تحت رحمة أولئك المسؤولين. الذين لا يحترمون أحداً، سوى مصالحهم وأن كانت على حساب أولئك الغلابى والمساكين داخل ذلك الوطن الممزق، حيث نجد بأن أولئك المسؤولين هم حالياً خارج الوطن علاوة إلى أبنائهم وأسرهم فيما أن هؤلاء جميعاً يحملون جوازات ديبلوماسية يمنية بالوقت الذي نعلم بأن جوازاً كهذا لا يحمله أو لا يحصل عليه سوى من يعمل ضمن الطاقم الديبلوماسي وبطريقة سرية للغاية.

لكن للأسف، وبكل سهولة أصبح الجواز الديبلوماسي لدى أبناء المسؤولين وعتاولة القوم دون سواهم بينما يمنعون عملية حق اللجوء للآخرين في الوقت الذي يعيش الوطن حالة من الفوضى والاضطراب وعدم السكينة والعيش الكريم.

أما هم فموجودون خارج الوطن منذ الوهلة الأولى للحرب، فضلاً عن أولادهم وأسرهم ولذلك فهم يسعون بشتى السبل والوسائل لكي لا يحصل اليمنيون على حق اللجوء.

الدول الأخرى بالمنطقة والتي تعيش نفس ظروف اليمن لا تقوم بما تفعله الحكومة اليمنية فمواطنوها يستطيعون السفر إلى أي مكان وبوسعهم الحصول على حق اللجوء والعيش بعيداً عن ويلات الحرب التي تعانيها بلدانهم.

لكن نحن لا ممنوع والعجيب أن اللجوء صار حقا لأبناء أولئك المسؤولين الذين أصبحوا يدرسون في الجامعات الأوروبية والآسيوية وغيرها من البلدان العربية، إنما الآخرون لا يحق لهم، فأي عدل هذا ..؟

لا يوجد في أي بقعة في هذا الكون ما يحدث في اليمن ذلك البلد المنكوب والذي لا يمكن أن تصلح أحواله إلا بعد خمسة عقود على الأقل في حال تخلص من هذه النخبة السيئة.


Create Account



Log In Your Account