سفر الفتيات وقطع جوازات السفر
الثلاثاء 19 يوليو ,2022 الساعة: 03:16 مساءً

كما نعرف بأنه لفترة ليست ببعيدة ، كان لا يتم قطع أي وثيقة جواز سفر ، إلا بضمانة ، من جهة معينة . 

مثل ما يكون المرء ، موظفاً في مؤسسة ، أو وزارة ، أم جهة خاصة يعمل فيها ، أم طالب للدراسة ، أو في حالة مرض لشخص ما ، وغيره . 

بقدر ما كانت الأمور مشددة ، في هذا الجانب إلى حدٍ ما ، ناهيك عن وثيقة السفر ، أو ما يسمى بالجواز ، فقد كان ما يتم التأكد والتدقيق ، في هذه المسألة ، وذلك حرصاً من التزوير ، والتلاعب ، بهذه الوثيقة ، سيما وأن هنالك الكثير ، من الأجانب ، دائماً ما سعوا ويسعون للحصول ، على وثيقة كهذه لكي يسهل لهم السفر ، والمرور ، من اليمن ، إلى البلدان الأخرى . 

علاوة على أن البعض منهم ، من كانت لهم علاقة بتنظيمات إرهابية ، وما أكثرها في ذلك الحين ، وحتى الفترة الحالية ،
أو ربما ما يتعلق أحياناً ، بجرائم  كالسطو المسلح على محلات أو مؤسسات عامة ، أو القتل المتعمد ، أو مطلوبين للعدالة ، وغيره ، ولذلك كانت الجهات المعنية بوزارة الداخلية ، تحرص جيداً ، على أن لا يقطع الجواز ، لهذا أو ذاك من الناس ، إلا بعد التأكد منه ، وإن كانت قد حدثت بعض الهفوات ، في أمور كهذه سابقاً ، لحسن نية ، أو بعمل وعدم التأني.

إنما نحن الآن في مسألة هامة ، وتكاد تكون خطيرة حيث ، أن الداخلية في اليمن ، لم تكن خلال الفترة الماضية ، تسمح بقطع وثيقة جواز سفر لأحد ، إلا بتعريف من جهة ما ، كما أشرنا آنفاً . 

أكانت حكومية ، خاصة ، إعتبارية ، مواطن كحالة مرض ، أو السفر للعمل في بلدٍ ما ، عند أخيه ، أو قريبه ، أو طالب للدراسة ، وهكذا . 

في السابق كان لا يتم قطع جواز سفر ، لأي فتاة شابة ، سواءً كانت تعيش عند أمها المطلقة ، أو غير ذلك ، إلا بتعريف من والدها ، أو أقاربها المعنيين بها.

ولكن الآن ، للأسف ، كما سمعنا ، بأن وزارة الداخلية ، في اليمن ، سمحت لتوجيهات حكومية مؤخراً ، لأي فتاة شابة ، بأن يقطع لها جواز سفر ، دون الرجوع ، لولي أمرها ، أو والديها ،
وهذه باعتقادي ، بادرة خطيرة حيث سيترتب عليها  مشاكل عديدة ، حيث وأن العديد من هؤلاء الفتيات الشابات ، أصبحن يتجولن ، في شوارع مدينة القاهرة ، خلافاً عن المدن العربية ، أو الأوروبية الأخرى ، بالوقت الذي ليس لديهن أي أعمال ، وهنا ، تكمن المشكلة.

أما اللاتي لديهن أعمال ، فهذا شأنهن ، لكن البعض منهن ليس لديهن أعمالاً ، بقدر ما أصبحن يتسولن بالشوارع ، ولا يردن السفر ، رغم محاولات العديد من اليمنيين ، تقديم المساعدات لهن لتسهيل العودة إلى الوطن ، ولكن لا يوافقن ، بذلك . 

إذاً ، فما هو الحل ؟ 

الأمر متروك أمام الجهات المعنية ، باليمن ، فهي المسؤول الأول والأخير عنهن ، دون سواها.


Create Account



Log In Your Account