هل اصابت "شاعر المليون" الشيخوخة المبكرة ؟
السبت 07 يناير ,2023 الساعة: 01:59 مساءً

انطلقت مسابقة شاعر المليون في العام 2006 /2007م وأنجزت عشرة مواسم وهي الأن في موسمها الحادي عشر ، وتُعد واحدة من أبرز المسابقات التي شهدت إعجاب وإقبال من الشعراء في مختلف دول الوطن العربي وذلك من أجل الحصول على اللقب الأبرز في عالم الشعر، والحصول على مبلغ الجائزة الاعلى في مجال المسابقات الشعرية العربية ، كما حظيت باهتمام قطاع واسع من المشاهدين والمتابعين العرب منذ انطلاقتها وحتى اليوم .

في بعض النسخ السابقة تم الحديث عن اشكاليات تخص ادارة المسابقة ولجان التحكيم فيها والتلاعب بنتائج التصويت لكن ذلك الحديث يقبل كل الاحتمالات ولايوجد مبرر لقبوله بشكل حاسم ، لكن في نسختها الحالية تم رصد اخطاء معلنة وأكثر من مرة ذات طبيعة نحوية وقعت بها لجنة التحكيم أثناء إدارة حلقات المسابقة ، وهنا اختلف الامر واصبح مسلماً به ، وهي سابقة يمكن وصفها بالخطيرة باعتبار أننا نتحدث عن لجنة تحكيم لأكبر مسابقة عربية ، وبالتالي فإن لجنة التحكيم لابد أن تكون على قدرٍ عالٍ جداً من الإلمام بعلوم اللغة المختلفة حتى يكون تقييمها للمشاركين وقصائدهم ذا موثيقية عالية تتناسب مع الحدث .

من هذا المنطلق يمكننا ان نتساءل هل هذه الأخطاء القاتلة مؤشر على اصابة مسابقة "شاعر المليون" بالشيخوخة المبكرة ؟ وهل عشرة مواسم فقط هي الوقت المناسب لذلك ؟ وهل يمكن لكيان معنوي ان يشيخ أصلاً ؟

الشيخوخة مرحلة كما تصيب الكائنات الحية الحسية يمكن أن تصيب اي كيان معنوي ايضاً فالافكار والنظريات والدول تشيخ ، والبرامج تشيخ كذلك ، لكن في الغالب لاتشيخ البرامج إلا بعد مدة طويلة ، وإن حدث لها أن شاخت مبكراً فهو خلل مرتبط بطريقة ادارة البرامج وطواقمها، والعجز عن التحديث والتطوير في البنية والمحتوى والقائمين ، وهو في هذه الحالة عرضي يمكن استدراكه في مرحلة البدايات ، واحداث مراجعات من شانها اعادة الألق والتميز قبل أن يفقد البرنامج اهميته وجمهوره ، وباعتقادي فإن ما اصاب مسابقة "شاعر المليون" في هذا العام يمكن توصيفه ضمن اعراض شيخوخة مبكرة يمكن تداركها لو تحلت الجهات التي تمول البرنامج بمعايير اختيار لجنة التحكيم من كفاءات عربية ذات باع طويل في علوم اللغة العربية وقواعدها .

يتركز الخلل البائن حالياً في معايير اختيار لجنة التحكيم إذ لا تعد المناصب أو الشهادات والدرجات العلمية هي معيار اختيار المحكم من عدمه ، بل لابد من أن تكون سيرة المحكم العلمية حافلة بالعطاء في ميادين اللغة والنقد والشعر والتحكيم كذلك ، وفي المحصلة بامكان القائمين على المسابقة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة «بيراميديا» بامكانهم التقاط اللحظة واعتبار ما تم مؤشر للمراجعة قبل أن نعتبر المسابقة شاخت قبل الأوان . 

دمتم سالمين ..


Create Account



Log In Your Account