الأربعاء 24 يناير ,2024 الساعة: 02:40 مساءً
المرتزقة الأمريكيون لدى الإمارات في اليمن، هو عنوان فيلم استقصائي مهم للغاية انتجته وبثته قناة بي بي سي العربية، يدور الفيلم حول قصة الاغتيالات في عدن والتي تورط فيها مرتزقة أمريكان وإسرائيليون يعملون لدى "مجموعة عمل سبير" جلبتهم الإمارات إلى اليمن ، وسط تأكيدات بأنها(الامارات) منخرطة في مهمة مكافحة الإرهاب هناك.
لكن القائمة التي سلمتها أبوظبي للمرتزقة بحسب هذا الفيلم ضمت عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية والاجتماعية والناشطين ومعظمهم من حزب الإصلاح ولم يكن من بينها شخص له علاقة عضوية بالإرهاب.
ثمة جهد رائع وشجاع بذلته الصحفية الاستقصائية نوال المقحفي وهناك جهود شجاعة للمحامية هدى الصراري التي كانت من بين أهم الشخصيات المستهدفة بالقتل وقتل ابنها الأصغر، والبراء شيبان الناشط الحقوقي الذي عمل إلى جانب هدى في تتبع خيوط جرائم الاغتيالات في عدن.
ثمة ظهورٌ كارثي في هذا الفيلم لعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي بصفته أحد أبرز رجال الإمارات، كانت ردود الرجل أكثر كارثية على تساؤلات الصحفية المقحفي. فالرجل بدا أقل حساسية أمام فيلم يوثق للتاريخ بشأن جرائم ضد الإنسانية، فلم يُبد الزبيدي رغم منصبه الرفيع أي تعاطف مع النائب في البرلمان إنصاف مايو الذي كان أحد أبرز المستهدفين بالاغتيالات ونجا بأعجوبة من أحد عمليات الاغتيالات المعقدة والموثقة بالصورة، ولم يكترث لقائمة من الضحايا الذي قتلوا من حزب الإصلاح ومن السلفيين وغيرهم.
وفي الوقت نفسه ظهر مدافعاً بحماسة ساذجة عن الإمارات، مؤمناً بشكل لا يصدق بكذبة مكافحة الإرهاب إلى الحد أنه عندما وُضع أمام مازق الصورة التي ظهر فيها وبجانبه ناصر الشيبة وهو من قياديي القاعدة الذين تم استقطابهم للمشاركة في عمليات إرهابية لصالح المهمة الإماراتية، أبدا استعداده لتسليمه إلى الأمريكان إذا تلقى منهم "ورقة صغيرة" تفيد بأنه كان أحد المتهمين في تفجير المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول) في عدن في اكتوبر/ تشرين الأول 2000.
دماء الضحايا هي التي ألهمت القائمين على هذا الفيلم، وطهر هذه الدماء هي التي جعلت ملايين الناس يعيدون تركيب الصورة بهذه القوة وبهذا الوضوح، ويتأكدون بأن بإمكان المجرمين أن ينتهوا من عملية القتل وينصرفون لاستكمال حياتهم دون حساب أو محاكمة أو عقاب. ليس فقط المرتزقة الأمريكان والإسرائيليون ولكن أضعافهم ممن تورطوا في جرائم قتل اليمنيين واستمروا في أداء أدوار مهمة في جسم الدولة اليمنية والميلشيات المدعومة من الخارج.
نقلا عن حساب الكاتب على منصة (X)