السبت 18 مايو ,2024 الساعة: 02:48 مساءً
يومُ الكفارةِ في العقيدةِ اليهوديّة المخْبولةِ ومع ذلك نحترمُها، يَجلبُ الحاخامُ الأعظمُ كبشَا سمينًا يحمّلهُ كلَّ ذنوبِ بني إسرائيلَ القديمة، بعدَ أنْ يضع يديه على رأسِ الكبش الخاضع ويقرّ بأدب بهذه الذنوب وندم؛ ثم يطلقه في البراري، لا يعلم أحد مصير ذلك الكبش، لكنّ اليهودَ ولا ألعنهم! ... يشعرون بالطهارة والطمأنينة وتُمحى مع الكبشِ الشارد كلُّ خطاياهم ويكون خلاصهم !... يا ربّ!
يُصِرُّ آباءُ الكنيسةِ أنّ الكبشَ الحقيقي بصورةٍ رمزيّة إنّما هو المسيح عليه السلام لتحمُّله خطايا البشرية جمعاء السابقة واللاحقة، وفي سرديات الإسلام...(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) فداء الله ومكافأة لنجاح إبراهيم وابنه في الامتحان ذلك الكبش الذي نزل من السماء.
وَعِندَ الأزماتِ والفشلِ والإخفاقاتِ يلجأُ الناسُ شعوريًّا ولا شعوريًّا لتبرير فشلهم بتحميل غيرهم بقولهم: (أنت السبب .. هو السبب ... مش أنا ... " عُذْرو وإلا حِمارو"
إنّما هي " عملية تُستخدَم فيها آليات الإسقاط أو الإحلال النفسي لصبِّ مشاعر الهجوم، والعدائية، والإحباط، إلخ... على فرد آخر أو جماعة أخرى؛ ويكون قدر اللوم لا مُبرِر له."
وهذا مشاهد وواقع في مختلف نواحي الحياة ومجالاتها حتى عند الأطفال والأفراد بل عند الجماعات، وتزخر الاضطرابات السياسية في جميع الدول بهذا النوع من الإسقاطات، بالضبط كما هو الحال مع الأفراد والجماعات الصغيرة"
فِيْ عُمانَ كما أخبرني الباحث مُسَلَّم العوائد يقولون: " السقيفة تطيح في رأس الضعيفة"، وهو مثَل يطابق المثَل اليمني (سقطت السقيفة على رأس الضعيفة) والسقيفة تعني (الظلّة) أو (العُشّة)... سقف بأعمدةٍ دون جدران عادةً ما تكون من سَعف النخيل.
بَعيْدًا عن (سقيفة بني ساعدة) أشهر سقيفة يمانية في التاريخ سُلّمَت فيها قيادة المسلمين الأبدية على مضض لقريش والهاشميين؛ نتوقف عند (الضعيفة) التي نشبّهها بكبش الفداء كما أجملنا في السّرديات السابقة، والمثَل المشترَك بين اليمن وعمان يعطي في الحالتين تشبيهًا استعاريًّا يصف حالة شخص ضعيف مغلوب على أمره تتوالى عليه المصائب والأحداث!
يطفح الخطاب السياسي اليمني بـــ(الضعيفة) وكباش الفداء و كلّما جاءت أمة لعنة من قبلها وحملتهم...
من ذا الشُّجاع؟ ومن يتحلّى بالشجاعة الأدبية ليعترف بالإخفاقات ... والمسئولية الأخلاقية؟
ويا زعيمة جُرِّي السُّنبوق؟