الثلاثاء 17 يونيو ,2025 الساعة: 05:29 مساءً
قُتل ما لا يقل عن 65 فلسطينياً، اليوم الثلاثاء، في سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي طالت عدة مناطق في قطاع غزة، بينهم 51 شخصاً سقطوا بقذائف دبابات أثناء انتظارهم مساعدات غذائية في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وفقاً لما أفاد به مسعفون.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن دبابات إسرائيلية أطلقت قذيفتين على الأقل باتجاه حشد من آلاف المدنيين الذين كانوا ينتظرون شاحنات إغاثة على الطريق الشرقي للمدينة. وتُظهر لقطات مصورة جثثاً مشوهة وملقاة في الشارع وسط حالة من الفوضى والرعب.
وقال علاء، أحد الشهود الذين كانوا في موقع الهجوم، من داخل مستشفى ناصر: "فجأة طلبوا منا التقدم... بدأ الناس يتجمعون، ثم وقعت القذائف. الشعب بيموت عشان يطعم أولاده". وظهر حوله العديد من الجرحى بينما كانت سيارات مدنية وعربات تجرها الحمير تنقل المصابين إلى المستشفيات.
الجيش الإسرائيلي أقر بإطلاق النار في المنطقة، وقال في بيان إنه "رصد تجمعاً بجوار شاحنة مساعدات" قرب قواته في خان يونس، مضيفاً: "تلقينا تقارير عن إصابة عدد من الأشخاص بنيران قواتنا. الواقعة قيد المراجعة. نأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين ونعمل على تقليل الأضرار مع الحفاظ على سلامة جنودنا".
وأفاد المسعفون بأن 200 شخص على الأقل أُصيبوا في الهجوم، بينهم 20 في حالة حرجة، في حين قتل 14 فلسطينياً آخرين في غارات وهجمات متفرقة في أنحاء أخرى من القطاع خلال اليوم نفسه.
وتُعد مجزرة خان يونس واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع، وسط أزمة غذاء خانقة وانهيار شبه كامل للنظام الإنساني في القطاع المحاصر.
ووقعت هذه المجزرة بعد أسابيع من استئناف دخول جزئي للمساعدات عبر مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تتولى إدارة عدد محدود من مراكز التوزيع. لكن الأمم المتحدة رفضت آلية التوزيع هذه، ووصفتها بأنها "خطيرة وغير كافية وتنتهك مبادئ الحياد".
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل المئات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، بينهم 23 شخصاً لقوا حتفهم أمس الاثنين بنيران إسرائيلية أثناء اقترابهم من نقطة توزيع في رفح.
من جانبها، قالت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان صحفي إنها وزّعت أكثر من ثلاثة ملايين وجبة من مراكزها الأربعة "دون تسجيل حوادث"، في وقت تتزايد فيه التقارير عن سقوط ضحايا في محيط مواقعها.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يتابع فيه الفلسطينيون من غزة بقلق تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، إذ عبّر بعض السكان عن أملهم بأن تؤدي المواجهة الإقليمية إلى تغيير الواقع المأساوي الذي يعيشه القطاع منذ شهور.