الأحد 27 نوفمبر ,2022 الساعة: 06:30 مساءً

الحرف 28 - محمد عبدالرحمن المسني
حتى اللحظة لا أحد يعرف مصير قاسم أحمد حسن البرودي (38 عاما) منذ قرابة 3 أشهر.
إختفى الرجل الذي يملك دكانا صغيرا لبيع الفحم من وسط مدينة التربه يوم 2/9/2022 ثم تعاظمت المصيبة لدى عائلته مع مرور الوقت بدون ظهوره حتى باتت تشعر بخوف رهيب على حياته.
مثل مئات الآلاف من اليمنيين الذين غيرت الحرب حياتهم وأجبرتهم على ترك مصادر رزقهم ومقار أعمالهم في المحافظات والمديريات التي كانت ميدانا للمعارك، غادر قاسم مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة غربي البلاد بحثا عن مكان آخر لطلب الرزق.
وكانت وجهته، مدينة التربه جنوبي تعز، التي شهدت نشاطا تجاريا كبيرا نتيجة قربها من عدن وكونها المنفذ الوحيد لمدينة تعز المحاصرة ، والأقرب لسواحل تعز والحديدة، التي تتمركز فيها قوات طارق صالح ويتخذ جنوده من التربه سكنا لهم.
بدأ "قاسم البرودي"، العمل بتجارة الفحم والتمباك وكان لبساطته وحسن تعامله مع الناس سريع التطور في عمله لكن بساطته وإزدهار عمله ربما جلبت له المشاكل كما يروي المقربين منه.
في يوم 2 سبتمبر الماضي خرج قاسم لمزاولة عمله كالعادة ومن المفترض أن دكانه الصغير هو مقصده، لكن ذلك اليوم هو آخر يوم شوهد في التربة.
يقول شقيقه إبراهيم، الذي يتابع قضيته، إن قاسم البرودي طلب أحجار بناء من (أ . ح) صاحب شاحنة نقل أحجار كبيرة ، قبل إختفائه بعشرة أيام.
يوم اختفائه اتصل به صاحب الشاحنة لكنه وجد تلفونه مغلقا فأرسل والده للسؤال عنه في محله وسط المدينة، فلم يجدوه فسأل عنه عامله في المحل (م. ع) فكان الرد، أنه سافر الحوبان يجيب "موافي".
بحسب رواية شقيقه فقد أبلغ والد سائق الشاحنة إبنه أن "قاسم" سافر بحسب افادة عامل المحل، ليمر القليل من الوقت حتى وصلت سائق الشاحنة رسالة لتلفونه من تلفون المختفي يقول : "أنا سافرت عند أبي يومين وراجع".
بحسب هذه الإفادات المتناثرة فإن أغلبها يرجح أن الرجل المختفي غادر إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين من تعز،
يعزز هذه الرواية إفادة أحد المقربين منه، فقد أبلغ هذا الأخير الأجهزة الأمنية في التربة بأن صاحب محل أواني فخارية في الدمنة، المدينة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين يمتلك معلومات عن قاسم بحكم تعامله معه وطلب من الجهات الأمنية الاتصال به.
لكن هذه الجهات الأمنية ابلغته عدم قدرتها على التحقيق مع الشخص المقيم في الدمنة سبب وجوده في مناطق سيطرة الحوثيين، ثم عادت واخذت بيانات الرجل بما في ذلك الهاتف ووعدت بالتواصل معه.
بحسب افادة أحد المقربين من المختفي فإن صاحب الأواني الفخارية أبلغه بأن ، "إن أحدهم اتصل به ويقول إن قاسم محتجز مع جماعة الحوثي ومتهم بتهريب مبالغ كبيره وأنهم وجدوا معه خمسمائة ألف ريال سعودي"، وعندما طلب منهم أن يتحدث مع "قاسم" قالوا له اتصل العصر.
وأشار إلى أن صاحب الأواني الفخارية اتصل العصر وتحدث مع "قاسم"، و قال له أنه لايعلم أين هو محتجز وانقطع الاتصال.
وقال، لا أعتقد أن قوات أمنية قد احتجزته، لاني بحثت عنه وسألت في مراكز الشرطه ولم أجده .
شقيقه الآخر يقول إنه سافر إلى الحوبان، المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وسأل عن أخيه في جميع الجهات التابعة للحوثيين فلم يجده.
وسط هذه الروايات تتحدث مصادر مقربة من المختفي قاسم ، بأن خلافا نشب بينه وبين العامل في المحل بسبب تراكم الديون على المحل ، وتدخل صاحب محل مجاور للصلح بينهم.
لكن العامل في محاضر التحقيقات ويورد رواية مغايره تماما نافيا أن يكون قد أختلف مع صاحب العمل.
بين هذه الروايات المتضاربة لا أحد يدري على وجه التحديد ما الذي جرى للرجل الذي روعت أسرته باختفائه، بينما يرى جيران المختفي ، أن الجهات الأمنية تتجاهل القضية، "كون اخوه وحيد ومستضعف".
تقول المعلومات الرسمية إن النيابة وجهت مذكرة لشركتي اتصالات للحصول على تسجيلات هاتف المختفي والهواتف المشتبه بها، لفك غموض القضية لكن هذا لم يتم حتى الآن.
عندما يوجه السؤال للجهات الأمنية في التربة عن مصير قاسم ترد بجملة وحيدة " نحن ماضون في التحقيقات" بينما تدخل واقعة الإختفاء الغامضة شهرها الرابع بدون نتيجة.