لعب بيد واحدة لـ13 عاما مع تميزه كمصرفي ومثقف... قصة الهارب الذي حصل على كأس أفضل لاعب في السبعينات
الثلاثاء 14 فبراير ,2023 الساعة: 06:46 مساءً
الحرف 28 - محمد عبدالرحمن المسني

علي نحو يثير الإبهار تعرفت علي مدير البنك اليمني للإنشاء والتعمير في مدينة التربه بمحافظة تعز الاستاذ عبدالمجيد ثابت كنت عندها في التاسعة من عمري عندما سألت أبي بعد خروجنا من البنك اليمني للإنشاء والتعمير أين اليد الأخرى لمدير البنك فتبسم أبي وكأن شفتاه قمرا يتلألأ يالله كم تأسرني إبتسامته التي تبعتها كلمات تفيض إنبهار بالرجل وتشجيع لي قائلا عمك عبدالمجيد من أفضل لاعبي اليمن وكان يلعب بيد واحدة كما درس وأكمل الجامعه بإمتياز . 

شخصية العم عبدالمجيد ثابت فيها من الكاريزما والإلفات ما يصعب علي اي شخص نسيان تلك الشخصية الجذابة وقد كان لطيف معي وسألنا عن المدرسة وشجعنا علي التعليم أثناء تواجدي والوالد في مكتبه بالبنك . 

وقد ألتقيت به بعدها مرارا حيث كان أبي يصطحبني معه إلي أي مكان يذهب بما فيه المقيل في منزل عمي عبدالرحيم عبدالقادر نعمان وكان شيخ ضمان ذبحان ومن ألطف الأقارب الذين أحبهم فهو زوج عمتي وعلي الرغم من تعامله مع أفراد أسرته بحزم إلا أنه كان يحبنا وقد يكون مبعث حبه لي عمتي التي هي زوجته والتي كانت تحبنا كثيرا وهي التي أسمتنا محمد بعد أن كان اسمي عرفات كوني من مواليد يوم عيد الاضحى أو لتقديره الكبير لوالدي فقد كان عمي عبدالرحيم لاينكسر لأحد سوى أبي .
وكان مقيل عمي عبدالرحيم عامر واهم مرتاديه العم عبدالمجيد ثابت كمثقف ينصت له الجميع وله آراءه المستقلة والجريئة وكانت نقاشاتهم عن الحرب العراقيه الايرانيه في الثمانينات .
مرة نقلت أحد الآراء للعم عبدالمجيد لأبنه عصمت الذي كان معي في المدرسة زميل ينبض بالنشاط والتألق وبسبب ذلك وقع لي تأنيب من العم عبدالمجيد وابي.
كان موقف لازلت كلما تذكرته أضحك علي جرأتي ومجاراتي لنقاش الكبار نتاج تشجيع ابي الذي كان يردد ابني محمد ووزير خارجية بدل الارياني عند تقديمه لي أمام أصدقائه . 

كما كان ضمن المقيل رجل مثقف أخر وعندما سألت أبي من هذا ياأبي قال هذا فقيه الاشتراكيين يقصد العم أحمد عبدالواسع الفقيه وهو مثقف يساري ونجار ومن الأسر الكبيره في ذبحان وكانوا جميعهم في المقيل نخبة العزلة في تلك الفترة .
ومقيل عمي عبدالرحيم واحه للحريه والتسامح وهو مايميزه عن غيره من المقايل في دور المشائخ. 

نعود للعم عبدالمجيد ثابت محمد المجيدي المناضل الجميل والعصامي الرائع الذي فقد يده اليسرى في الخامسة من عمره إثر حادث سقوط في مسقط رأسه في المقاطرة حيث عمل له جبيره تسببت له في حالة تسمم وغرغرينه اسعف علي إثرها إلي عدن وكانت تحت الإدارة البريطانية وتم بتر يده وهو مشهد وموقف عظيم لطفل في عمره . 

لكن الطفل التواق للحياة وشعلة النشاط التي لاتنطفيء ألتحق بالمدرسة الأهلية في التواهي فدرس الإبتدائية والإعدادية بعدها أنتقل الي المدرسة الثانوية في خورمكسر وتخرج منها بامتياز ليعود مدرسا في المدرسة الإعدادية بالشيخ عثمان لمده عام من ١٩٧٢م إلي العام ١٩٧٣م ومن ثم حصل علي منحة دراسية إلي القاهرة في كلية التجارة ومن ثم كلية الآداب وبعد إكمال الدراسة عاد لأرض الوطن ليعمل في وزارة الخدمة المدنية في عدن العام ١٩٧٨م لفترة قصيرة ثم عاد إلي تعز وتوظف في البنك اليمني للإنشاء والتعمير. 

بدأ مشواره الرياضي منذ الطفولة في الحواري والمساحات الجانبية لملاعب نادي الروضه بالقلوعة وملعب الشهداء بالتواهي وله تاريخ رياضي حافل بالشهره واللعب المتفرد. 

في نادي شباب التواهي وبعد إنتقاله إلي تعز إلتحق بالنادي الأهلي وكان الهدف الذي سجله علي شعب صنعاء مثيرا وهو من أجمل أهدافه خلال مسيرته الرياضية وقد سجل الهدف من خط ال١٨ ولقي إشادة من حكم المباراة العراقي كما حصل علي مكافأة مادية من محافظ تعز الاستاذ عبدالرحمن محمد علي عثمان راعي الرياضة في ذلك الوقت وقد حملته الجماهير علي الأكتاف من الملعب حتى الفندق الذي كان بالقرب من نادي الظرافي في صنعاء . 

لعب المجيدي في النادي الاهلي مع كبار نجوم الكرة اليمنية مثل اللاعب الدولي يحي فارع سلام نجم نادي الجزيرة سابقا وشمسان حاليا والكابتن عبدالعزيز القاضي وغيرهم من نجوم القلعة الحمراء .
وقد حصل المجيدي علي كأس أحسن لاعب في الجمهورية العربية اليمنية . 

كما شارك مع منتخب تعز أمام مباراته مع منتخب الصين عام ١٩٧٦م وانتهت المباراة بفوز منتخب تعز علي الفريق الصيني الذي هزم الكثير من الفرق في عدن وحضرموت. 

لقب المجيدي بالهارب بسبب سرعته في الملعب وبالتزامن مع مسلسل امريكي يبثه تلفزيون عدن في الستينات لممثل رئيسي بيد واحدة وأطلق عليه اللقب أمام الإعلاميين الرياضيين المرحوم محمد عبدالله فارع بعد مباراة بين شباب التواهي وشباب البريقة سجلت فيه خمسة أهداف وكتب المرحوم فارع في الصحيفة الهارب يسجل خمسة أهداف في مرمى فريق البريقه وبقي هذا اللقب مرافق المجيدي . 

وبعد ١٣عام من التألق الرياضي كانت الإصابة الأكثر ألما علي ملعب الظرافي في مبارة بين الاهلي ووحدة صنعاء ليغادر الملعب بشرخين في عظم المرفق لينتهي مشواره الرياضي ويتوقف عن الرياضة قسرا جراء إصابته .
لينتقل لميدان العمل المصرفي كموظف ومن ثم مدير في البنك اليمني للإنشاء والتعمير ليحصل علي العديد من الترقيات لتميزة وتفانية في العمل كألمع موظفي البنك اليمني للإنشاء والتعمير .
الحديث عن العم عبدالمجيد لايمل بروحه الإنسانية العالية وصدق نضاله وتضحيته .
والي لقاء أخر وإضافة أخرى عن حياة هذا اللاعب القدوة والإنسان المتفرد .



Create Account



Log In Your Account