الثلاثاء 07 نوفمبر ,2023 الساعة: 08:18 مساءً

تونس - زينب علي درويش
شارك الباحث اليمني مجيب الرحمن الوصابي، في ملتقى عشاق الشعر، بمدينة نابل الأثرية في تونس، بدعوة تلقاها من الملتقى، مستعرضاً خلال مشاركته نماذج شعرية لشاعرات يمنيات حول النضال العربي وبالاخص النضال الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي المحتل.
مشاركة الوصابي التي جاءت تحت عنوان " فلسطين في عيون شاعرات اليمن"، تأتي في إطار الجهود المبذولة لنصرة أهل غزة وفلسطين، والتعريف بالأدب اليمني.
واستعرض الباحث الوصابي نماذج مختلفة في مقر جمعية صيانة بمدينة نابل استهلها بإلقاء قصيدة للدكتور المقالح متناولا العلاقات التي تربط الشعوب العربية وخصوصا بين تونس وفلسطين واليمن.
وعقب ذلك، تحدث الوصابي عن علاقة الشعر بالنضال والحرف بالثورة وقدم مداخلة بعنوان (فلسطين في عيون شاعرات اليمن) استهلها بقصيدة للأديبة اليمنية المخضرمة المتعددة المواهب عيشة صالح محمد التي تكتب السرد والقصة ومتخصصة في الكتابة للطفل و يحلو للناقد الوصابي تسميتها (جارتي) وألقى قصيدة لها بعنوان "طوفان الأقصى" نالت الاستحسان وجاء فيها"
الأرضُ هاجتْ والسماءُ تزمجرُ
من نارِ غضبتها تدكُّ وتعصرُ
القدسُ نادت والرجالُ تقاطرت
طوفانُ ذلٍ للعدوّ يصرصرُ
طوبى لغزةَ حينَ أضحى رجالُها
في غمرةِ الجبروتِ ناراً تزفر
جروا وجوهَ الهالكين على الثرى
يا هيبةَ الشجعانِ وهي تجرجرُ
دقوا أنوفَ الغاصبين فأصبحوا
في رعدة الخوف القوي يفرفرُ
يا صبح تشرين الأغر تباركت
أيدٍ تنكلُ في العدوّ وتأسرُ
ثم تناول قصيدة للشاعرة الدكتورة أميرة شايف التي حملت عنوان (في غفوة الحرب) والتي نالت جائزة الشاعر محمود درويش مؤخرا، وهي من الشعر الحر، والقى الوصابي قصيدتها الهامسة" :
لسيدةٍ تستحمُ بضوءِ المرايا
تَمشَّى على صدرِها الليلُ
دهراً
يقولُ الحمامُ:
سلامٌ سلامْ...
فتقبضَ مِن جُرحِها جذوتينِ
وخلفَ المساءِ
نبيٌ جديدْ
على كتفيهِ يحطّ الحمامْ :
سلامٌ ..سلامٌ .. سلامْ
فتمضي إلى ما وراءَ البهاءْ
لتلمحَ آدمَ في قلبهِ خَفقُ تفاحتين:
سلامٌ على آدم الأنبياءْ
عقب ذلك، اختار الباحث قصيدة لفتاة يمنية يافعة من ثانوية عدن النموذجية لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها لكنها متمكنة من نظم الشعر اسمها (ملاك رأفت) التي أهدت قصيدتها (الطوفان) وجاء على لسان الوصابي
قـالوا بــأنَّ السـيـفَ درعٌ كـافـلُ
يحمي من الطوفانِ من سيُقاتِلُ
مـا بـالُ سـيفـهمُ تــكـسَّـرَ فـجـأةً؟
"لا يركبِ الطوفانَ شخصٌ عاقلٌ"
تـبَّـت أياديـهـم و تـبَّ صَنِيعُهـم
أشبالُ(غزَّةَ)اليومَ لن يتخـاذلوا
هم قومُ عِزٍّ، لا حـديدًا صـدَّهُـم
عن أرضِهُم يومًا، فـلن يتغافلوا
طـوفانهُـم يـغـزوا مـآذِنَ بـاطِـلٍ
لن يُسـكِتَ الحقَّ الذليلُ الـباطلُ
ارموا الحجارةَ فوقَهم لا تفزَعوا
تُرمى على الجيشِ الضعيفِ جنادلُ
نـصـرٌ من الرحمَنِ هزَّ صفوفَـهُم
غَضَبٌ كغـيثٍ من سمـاءٍ هـاطـلُ
يـا قومَ غزَّةَ أنـتـمُ الأعـلَـونَ لا
ترضوا بغيرِ الدحرِ، لا تتساهَلوا
طلعت علينا من سـماكم نجـمَةٌ
نـورٌ ونـيـرانٌ ونــصــرٌ قـاتِـلُ
لبَّـيكَ يـا أقـصـى بقلبي قولُـهـا
حتى يُرى جبلُ النجاسةِ مـاثِـلُ
تجدر الإشارة إلى أن الباحث والناقد الأكاديمي الوصابي يعمل على توثيق الشعر اليمني الذي يتناول في مضامينه فلسطين في مشروع متكامل يعده هذه الأيام ويدعو الشعراء اليمنيين الى التفاعل معه.