القوة الفائضة والقوة الخفية .. ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟
الثلاثاء 30 أبريل ,2024 الساعة: 05:21 مساءً



الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية وقبله المظاهرات الحاشدة في الشارع الأمريكي والاوروبي، يمثل بداية حقيقية لانقلاب جذري في الرأي العام الغربي، الذي  كان يقدس إسرائيل  ويعتبر السامية من الثوابت والمقدسات. 
قبل أيام وقف عضو برلماني في دولة امريكا العلمانية يسرد أمام الطلاب المحتجين موعظة دينية خرافية مؤكداً أن" الله سيبارك من يقف مع إسرائيل ويلعن من يقف ضد إسرائيل" مضيفا  أن هذا ماقاله النبي ابراهيم و متسائلا :
هل تريدون ان يلعنكم الله بوقوفكم ضد إسرائيل  ؟؟؟؟ 
ولعقود، كان الشارع الأمريكي  بفعل التخطيط الصهيوني والاستعماري القوي  والتعبئة المتواصلة يقف مع إسرائيل  بالحق والباطل وإن كان كل مواقفها باطل على باطل  أساساً بداية باحتلال أرض الغير وتهجير أهلها ونهب بيوتهم.

وكانت الإبادة التي تقوم بها إسرائيل حق لإسرائيل في نظر الشعب الأمريكي ومن يحرك رأسه أو لسانه يتهم بمعاداة السامية، فالشعب الفلسطيني والعربي يمثلون حيوانات بشرية تستحق الموت لكي تعيش إسرائيل بأمان!

ما نراه اليوم في الجامعات الأمريكية هو تحول حقيقي خارج حسابات القوى العظمى ومربك لها، و يمثل ثورة حقيقية  للجيل الجديد فيه يعيد الاعتبار  لقيم الحرية وكرامة الإنسان  الذي تتشدق به القوى الدولية بصورة مخادعة؛ تكيل بمكياليين  علماً أن الابادة الجماعية هي جزء من ثقافة الاستعمار الغربي.

والكثير لا يعلم حقيقة إبادة عشرات الملايين بصور مرعبة  بيد دول الإستعمار الغربي، وتحديداً في أفريقيا وهي  شاهدة على الوحشية المطلقة للحضارة الغربية التي هيمن عليها الفكر الصهيوني المترنح أمام ضربات طوفان الأقصى وصمود غزة ، وارتدادات مذهلة  للشارع الغربي وجامعات  النخبة في أمريكا، وكلها تمثل قوة خفية لهزيمة القوة الفائضة.

مايجري في الجامعات الامريكية والشارع الغربي عموماً يمثل  ثورة عالمية ناعمة ستصنع مع الوقت  ليس شرق أوسط جديد بشروط الصهيونية، و إنما رأي عام غربي جديد و عالم جديد ومجتمع دولي جديد لصالح البشرية وقيم العدل.

يصرخ الطلاب المعتصمون في جامعات أمريكا بوجه زعمائهم ، لانريد سياسة ومكاسب سوداء على حساب  الإنسانية، ما نريده هو تحقيق العدل وإيقاف إبادة الإنسان في غزة.
انها معركة ناعمة لكنها معركة كسر عظم لإسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية وأثرها أمضى من أثر الحروب الخشنة.
ببساطة فإن  الصهيونية تخسر  الجيل الجديد في أمريكا والغر ب، وهي أمور لن تتلاشى بل ستغير تدريجيا المسارات المستقبلية لحركة العالم نحو الأفضل، و ستكون الصهيونية بقوتها الفائضة هي الخاسرة أمام القوة الخفية التي تحركت رياحها من غزة وانتقلت بسلاسة إلى عواصم ومدن وجامعات  أمريكا العظمى والدول الغربية.
من كان يتصور أن تنطلق هتافات الشوارع والجامعات الأمريكية والبريطانية بالحرية لفلسطين وتطالب بهزيمة إسرائيل كقوة احتلال همجية لصالح  روح الإنسانية وقيم الحضارة التي ينتصر لها هولاء الطلاب، الذين يواجهون الترهيب وهم ينتصروا لوطنهم وقيم الحرية التي يفخرون بها ولايستطيعون مشاهدة جزء من الإنسانية تباد كل يوم وبدعم من دولهم التي تسمى نفسها عظمى، مع أن درجة العظمة هي صفة ملازمة  لهولاء الطلاب العظام  وهيئة المدرسين الذين يشكلون سلسلة بشرية لحماية طلابهم، والذين يصنعون ربيعاً عالمياً جديداُ يصعب السيطرة عليه في عالم مفتوح صمم على الأوهام والأكاذيب التي لا تصمد كثيرا أمام الشعوب الحرة التي ستظل دوماً تمضي إلى عكس مايشتهي الربان وصانع الأجنحة.




Create Account



Log In Your Account