السبت 20 يوليو ,2024 الساعة: 05:19 مساءً
منذ أكثر من عشر سنوات من الحرب على النظام السياسي الذي اسسه الشعب اليمني في نوفمبر 2011 على مدمامك الإرادة الوطنية، والكرامة الشعبية والحرية، والشراكة، تآمرت أطراف دولية وإقليمية ومحلية على تحويل مسار الحرب من استعادة الدولة إلى تدميرها.
نشأت قوى أمر واقع بتمويل سخي وتغطية كاملة من الخارج، واليوم هناك من يريد أن يقنعنا بأن الحكمة تقتضي الاعتراف بهذه القوى والتسليم لها. وهناك فريق لا يقول ذلك صراحة ولكنه يتفنن في الحديث عن السلام، الذي لا يعنى سوى التسليم لهذه القوى اللعينة.
يتذرع هؤلاء بأن الشعب اليمني سئم من الحرب وأنه لم يعد يحتمل، ولكنهم لا يتحدثون عن "بانورات" الحرب الحوثيين الذين غنموا الكثير من مقدرات الشعب اليمني بفضل حملهم للسلاح واستخدامهم للقوة والقتل والقنص والألغام.
للأسف الرئيس علي ناصر محمد واحد من هؤلاء الذين يدعون إلى السلام المجرد من الإمكانيات اللازمة لفرضه، ومنها القوة، في وقت يواجه فيه صعوبة في الحصول على تمويل لقاء للجمع اليسير ممن تحمسوا لدعوته للسلام.
يقول الرئيس علي ناصر إن المستفيدين من الحرب لا يريدون إيقافها، وضرب مثلاً بقيادات في السلطة الشرعية، وهو مثل منقوص طالما أنه لم يشر إلى المستفيد الأكبر من الحرب وإضعاف الدولة وهم الحوثيون، الطرف الذي وضع يده على المليارات من الدولارات المودعة في البنك المركزي اليمني بصنعاء عام 2014 ، تحت أنظار المجتمع الدولي، ويواصل نهب المليارات من العوائد السنوية.
والحقيقة أن الذين يريدون للحرب أن تحقق أهدافها النبيلة هم فقراء لا يحصلون على شيئ يحاربون في الخنادق بدون مرتبات، ويقاتلون بالرأي والكلمة والموقف النظيف دون مقابل، الذين يحصدون الأموال ليس بيدهم قرار استمرار الحرب أو وقفها ولا يهمهم إن كانت الحرب ستستمر أم ستتوقف، ليسوا معنيين ولا مهتمين.. لهذا لا ينبغي أن نشوه المواقف النبيلة من خلال وصم أصحابها بأنهم متكسبون أو متربحون من الحرب، إنهم فقراء ومعدمون من كل شيئ إلا من الحرية والكرامة.
نقلا من صفحة الكاتب على منصة إكس