الجمعة 16 أُغسطس ,2024 الساعة: 09:09 مساءً
صدر قبل أيام، عن دار عناوين بوكس للنشر،. بالقاهرة، مجموعة شعرية جديدة للشاعر والصحفي محمد صالح الجرادي، بعنوان" فوائض الغريب".
وقال الشاعر لـ" الحرف28"، "إن موضوعة الحرب التي تمزق بلده اليمن منذ عشرة أعوام، تفرض نفسها على كل الاشتغالات الكتابية في اليمن. وبالتالي فلن تكون معظم نصوص مجموعته الجديدة، بعيدة كليا عن هذا التداعي الكتابي الأدبي تحديدا، والذي صار يأخذ مشهدية "أدب الحرب".
ووصف الشاعر والناقد زياد القحم، نصوص المجموعة بأنها "حالة لافتة ومثيرة من تطور الشعر".
وقال في تصديره للكتاب: "لا يمكن أن يكون كتاب " فوائض الغريب"، مثل بقية كُتب الشعر التي تُقدم وتتصدر لفنِّها أو لموضوعها، فهذ الكتاب من ناحية الفن يمثل الحداثة في المشهد الشعري بشكل يتجاوز معظم الإصدارات حالياً أو خلال الفترات السابقة، ومن ناحية الموضوع فهو كتاب الفقد..اذ لا يمكن أن يمثل ضمير اليمن الآن إلا كتاب الفقد فهي تفقد كل شيء، ما عدا البقايا التي حصرها الشاعر الجرادي في النعوش والمقابر، وهو صادق في ذلك، ولكن صوته الشعري هو بقية أيضا، بقية من الفن الذي لا يموت.. من جمال الشعر الذي يتطور باستمرار".
الى ذلك، تنتظم نصوص المجموعة الشعرية، تحت عنونة داخلية، تستجيب في انفعالاتها مع العنونة الرئيسة للمجموعة، فمن"فوائض الخذلان والفقد، إلى فوائض الدم والخراب، وفوائض التذكر، وفوائض البكاء، وفوائض الحب..".
وتعد المجموعة، هي الرابعة في قائمة المنجز من اصداراته الشعرية، منذ العام 2002، مع صدور باكورته الأولى"دمي على وطني" عن جائزة العفيف الثقافية في دورتها الرابعة للعام نفسه.
وفيما تبنت وزارة الثقافة والسياحة إصدار المجموعة في طبعة ثانية، خلال فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية في العام 2004. جاء إصدار مجموعة "شتاء الأصابع" إثر نيلها جائزة رئيس الجمهورية للشباب، في مجال الإبداع الشعري خلال دورتها التاسعة للعام 2007.
اما المجموعة الثالثة" لا ظهر لي" فقد صدرت في العام 2013 ، عن مشروع طباعة أعمال الشباب الفائزين بالجائزة خلال دوراتها السابقة.
من أجواء " فوائض الغريب :
-1-
في رأس رجلٍ ما،
اختمرتْ فكرة الحرب.
والى الآن..
ليست سوى رؤوسنا
هدفها السَّهل!
-2-
يَقتلُني مَرَّتَين؛
مَن يُرَافِقَنِي كالصديقِ الحَمِيمِ
إلى حافةِ القَبرِ
ثُمَّ يَعودُ إلى حيثُ كان الزناد
وكانت أصابعه..
وإلى حيثُ كنتُ ضحيَتهُ المُنتَقاةِ،
وحيثُ يشَيّعنِي الآنَ في نَشَرَاتِ الحُرُوبِ
ضحية موتٍ خطأ!
-3-
"على هَذِهِ الأَرّض"
قال أبي:
فلتكُن أَيّ شيءٍ
عَدَا أن تكون بَقَلبِ نَبِي!
-4-
أَيُّها الغُرَباء
أُدخُلوا
وأنِيخُوا على كَاهِل الرُّوحِ
أوجاعكُم
إنَّ رُوحِي بِلادٌ
لِمَن لا بِلادَ لَهُ
وضُلُوعِي فَضَاءٌ رَحِيبٌ
لِمَن ضَاقَ صَدر الفضَاء بِـهِ
فَادخُلُوهَا..
سَلامٌ عَليكُم
وقُولُوا:
لَنَا مُوعِدٌ يا بِلادَاً
إذا ما اقتَرَبنَا نُشَاطِرها نُصفِ أحلامنا..
غَادَرَتْ باتجَاهِ
المَغِيبْ.
-5-
ما مِن سَماءٍ
كعَينيِكِ
ما مِن ضَوءٍ
كضحكتِكْ.
ما مِن مَطَرٍ
كصوتِك ِ
ما مِن صَبَاحٍ
كقَهوتِكْ.