من متسكعين إلى مسؤولين دولة
الأحد 08 سبتمبر ,2024 الساعة: 09:00 صباحاً

هكذا أفرزت الأيام، بعد كل هذه السنوات العجاف، طابور طويل من أولئك الذين لم يكن لهم أية مسؤولية، سوى التسكع أو الجلوس في الشوارع، وفجأة تجد أمثال هؤلاء، وهم يتربعون أعلى المناصب والمسؤوليات ومواقع الدولة الكبيرة.

أصبحوا يحوزون على العديد من العقارات، والفلل الفارهة، داخل اليمن وخارجه، ناهيك عن ما يمتلكونه من أرصدة ومبالغ مالية كبيرة في البنوك، وربما هذا قد لا يصدق أحد منا أن قال بأنهم يملكون ملايين الدولارات، فضلاً عن ملايين الريالات، وغيرها من العملات الصعبة، بينما هناك من لا يملك شيئاً في هذه الحياة حتى لقمة العيش البسيطة، لا يجدها.

أي معايير هذه التي تجعل هؤلاء في هذه المواقع؟

بالطبع ليس هنالك ما يحجب مثل هذه الأمور، التي لم تعد خافية على أحد، بل هي باينة للعيان وبشكل واضح، بدليل ما هو موجود حالياً بالقاهرة، حيث أصبح العديد من هؤلاء يمتلكون العشرات من العقارات، وكذا الفلل والشقق، ناهيك عن البعض منهم من يمتلك أكثر من ٣٠ شقة، وغيره، وأمر كهذا ربما قد يظن البعض بأنها مزحة، أو مداعبة للآخرين، ولكن أقول: هذه هي الحقيقة.


لأن أمثال هؤلاء، هم فعلاً أستطاعوا  بين ليلة وضحاها، أن يمتلكون كل شيء، بينما كانوا بالأمس القريب لا يساوون شيئاً، خلال الفترة الماضية، إنما فجأة أصبحوا مسؤولين وبرتب عسكرية كبيرة، من بينهم مدنيون، وعسكريون ، ومسؤولي دولة.

أتساءل هنا: من أين لهؤلاء هذه المبالغ الكبيرة من الأموال فيما الشعب مغلوب على أمره، يتجرع مرارة الحياة  ليل نهار، ولا أحد يأخذ بيده، بقدر ما يتمنى الواحد منهم، أن ينام على كسرة خبز يابسة.

في ظل واقع المواطن التعيس، هناك من يلعب بعشرات الآلاف، ومئات الآلاف من الدولارات، ليس هذا.. وإنما أقول، بأن لهؤلاء الدراويش من المسؤولين، العديد من السماسرة اليمنيين، حيث يقومون بتوظيفهم لصالحهم ، كما يقوم هؤلاء بالنصب والإحتيال والإبتزاز، على اليمنيين الآخرين، أكان عند قيامهم بتأجير الشقق، أم حال تقديم لهم خدمات أخرى، كمرض أم غيره.

إذاً أقول في الأخير: هكذا تسير الأمور خارج الوطن، دروشة، بلطجة، نصب و عربدة.


Create Account



Log In Your Account