التحالف الذي عقَّد الأزمة في اليمن
الأحد 14 سبتمبر ,2025 الساعة: 11:09 صباحاً

الطبيعي هو أن يحدث الصدام والخلاف من أول لحظة مع عيدروس الزبيدي، ما دام وقد تم ضمه إلى “مجلس الرئاسة” دون تخليه التام، هو وفَصِيلُه، عن مشروع الانفصال.

ولم يكن من المتوقع أن يتأخر الخلاف والصدام حتى الآن، فيما التمادي والإبتزاز مستمر منذ البداية، وهيمنة "الانتقالي" مسيطرة  ومستمرة  على جميع من في عدن.

والعجيب أن اثنين آخرين، من الثمانية الأعضاء في مجلس الرئاسة، انضموا لاحقاً إلى الانفصاليين بعد عام من تكوين المجلس، دون اعتراض من أحد، لا من شرعية مستكينة، ولا من تحالف عَقَّد أزمة اليمن، حتى أنه يبدو – أي التحالف – كمن يبارك أي تعقيد إضافي، أو توجه انفصالي.

ولا بد أن المحرمي والبحسني، ووزراء من أصحاب “البزنس” الذين انضموا إلى “الانتقالي”، قد شعروا أن مشروع الانفصال هو الغاية، وهو صاحب الحظوة من قبل التحالف، وهو المقصود من عمليات التتويه والتدويخ الطويلة والمستمرة لليمن وأهلها، أما هدف تحرير صنعاء، فلم يعد في حساب التحالف منذ قال الناطق الرسمي للتحالف في 21  إبريل 2015:

حققت عاصفة الحزم أهدافها!

والتوقف عند أطراف التشطير السابقة دليل صارخ على الغاية الأثيرة – تجزئة اليمن – حتى في المناطق التي تم تحريرها أكثر من مرة؛ بيحان، مثلاً.

والأصل أن لا يُضَم أي انفصالي إلى مجلس الرئاسة – ولا الحكومة من قبل – حتى يتخلى تمامًا عن المشروع الانفصالي، وبحيث لا يتحول المشروع إلى فوضى وتخريب من داخل الشرعية، وابتزاز، على نحو ما يحدث.

إن ما تم فرضه من قِبل التحالف، في دمج الانفصاليين في سلطات الدولة، دون تخليهم عن مشروع الانفصال، لم يسبقهم إليه أحد في أي بلد في العالم.

ومتى تم قبول أي انفصاليين في أي سلطة تنفيذية في أي دولة في العالم، وهم ما يزالون يطالبون بالانفصال؟

وهل حدث ذلك، مثلاً، في إسبانيا، أو في كندا، وفيهما أقاليم تطالب بالانفصال منذ قرون؟!

ولو أن جهةً طالبت بالانفصال في السعودية أو الإمارات – دولتي التحالف الشقيقتين – فلن يبقى أحد من المطالبين على قيد الحياة، فضلًا عن قبول انفصاليين في حكومة أيٍّ من بلديهما.

وكيف سيكون موقف أيٍّ منهما ممن يدعم الانفصاليين من الخارج، ماليًا، وعسكريًا، وسياسيًا، في أي من بلديهما؟

من الطبيعي أن يعترض اليمنيون على ما يحدث لبلدهم من قبل التحالف، وأظن السعوديين والإماراتيين، في قرارة أنفسهم، لن يستغربوا إلا من موقف الصامتين، غير المعترضين.

وصمت أي من اليمنيين المعنيين، إزاء ما يحدث من قبل التحالف في اليمن، جدير بالاحتقار والازدراء، من التحالف ومن سواهم.

اعترضنا على الدكتور العليمي، واختلفنا معه إلى أقصى حد، وكنا على حق، عندما خصّ الانفصاليين بتعيينات في المحافظات، والجيش، والقضاء، وغير ذلك، بما يدفعهم إلى مزيد من التمادي، والابتزاز، ويسهّل مهمتهم الممقوتة.

وكان هناك من يُطمئِن الناس بأن اتفاقات قد تضمنت دمج جميع الميليشيات التي شكلتها الإمارات، في الجيش والأمن، وشُكّلت لجنة لذلك.
لكن ما حدث هو أن السعودية أضافت ميليشيات جديدة أخرى، سموها درع الوطن!
واتضح بأن لا علاقة لتلك الميليشيات  بالوطن اليمني، فهي لا ترفع علم اليمن، ولا تتبع قيادة جيشه، كما ظهر ، تكراراً، في عروضها واحتفالات التخرج الخاصة بتلك القوات.

وهناك ميليشيات أخرى جديدة يتم تشكيلها الآن في حضرموت.

والحق أن التحالف عقد الأزمة في اليمن، إلى أقصى حد.

والسؤال:

هل ما حدث ويحدث يعبر عن سوء نية، أم سوء تقدير وتدبير؟
أم استهتار ببلد وشعب ووطن  اسمه اليمن؟

وهذه التساؤلات قد طُرحت هنا منذ سنوات.

كثير من المتابعين سيقولون:

الأمر واضح، ولا يحتاج لتساؤلات!

‏⁧‫
نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account