الإنسان موقف
الإثنين 23 سبتمبر ,2024 الساعة: 06:42 مساءً

هناك كثير من القضايا، التي تحدث في واقعنا اليوم، ولكن لا أحد يتكلم عنها، أو يسلط الضوء حولها، وفي حال ما يحاول أحد ما، من التطرق أو الإشارة إليها، حتى ولو كان ذلك من باب الضمير والإنسانية، لأنه كما نعرف بأن الإنسان موقف، ودون ذلك لا يساوي شيئاً، لذلك ندرك جيداً بأن الأمور لابد من التعاطي معها، مهما كانت الظروف التي تحيط بالإنسان.

لأنه لا يعقل، بأن ترى زميلاً لك، وهو يُهدد أو يُطارد، من قبل أجهزة أمن، وراءها دول، وأنت تظل متفرجاً، على ما يحصل أمامك من ظلم وإنتهاك، ضد هذا أو ذاك من الزملاء وغيرهم، لا والله هذا ليس من الإسلام، لأن ديننا الإسلامي الحنيف، حثنا على التعاون والتعاضد ورد الظلم عن الآخرين.

من غير المنطقي أن يبقى المرء، على ذاك الحال الذي يجعله دائماً بعيداً عن الأحداث، حتى ولو كانت تضر بالمصلحة العامة والوطن، فبإعتقادي هذا شيء لا يطاق، ولا يمكن السكوت عنه، لإنه كما نعلم بأن الإنسان في الأخير هو موقف، وعليه أن يكون إلى جانب الحق ونصرته، ولو بالكلمة، ولكن للأسف نحن في زمن آخر، تغيرت فيه كل القيم، والأخلاق، والمواقف، والمبادئ، وأصبح الحال كما نرى ونلحظ يرثي عليه، إلى حد كبير وكأن الناس تجردوا  من تلك السلوكيات الطيبة، والإخلاق النبيلة، ولم يُعدّ هناك سوى التعامل السيئ، والخارج عن القيم الإنسانية، في هذه البقعة البسيطة من هذا الكون المترامي الأطراف.

وبالتالي كان يستحسن من أولئك النفر، الذين دائماً ما ينتقدوا الآخرين، أن يفكروا قليلاً، بأن الإنسان حال ما يكتب حول موضوع ما، أو قضية حدثت، هنا أو هناك، سواءً داخل الوطن، أو في إطار السلطة، أو من يدعون بالحق، فهذا ليس تجنياً، أو تهكماً، على هذا أو ذاك.. وإنما هو من أجل التقييم والتصحيح والعودة إلى الصواب، وليس الهدم.

الكتابة ليست مقصورة على أحدٍ دون غيره، وإنما هي ميدان واسع، ومن لديه القدرة فليكتب، وبما يخدم الناس والوطن، ولكن ما يلاحظ للأسف، إن من كتب أو أنتقد بعض الممارسات الخاطئة، سرعان ما يوضع عليه علامة إستفهام؟

هذا لحساب من، وهذا معنا، أو ضدنا..! 
وهنا يكمن الخطأ، لأن الناس ليس كلهم سيئين، أو طيبين!

وبالتالي لا ينبغي التعميم، لإن هنالك عناصر جيدة، من حزبك والأحزاب الأخرى، وربما يكونوا أفضل من ما يتصور هذا أو ذاك، وبالتالي على هؤلاء، أو أولئك، أن يدركوا هذا الكلام، ولا داعي بالتقول على الآخرين، لأن المرحلة تتطلب منا بأن نكون معاً، في مواجهة المشاريع الصغيرة، والهادفة إلى تجزئة الوطن، وتمزيق عرى وحدته أرضاً وإنسانا.

فضلاً عن الفساد المستشري في كل أجهزة ومؤسسات الدولة، داخلياً وخارجياً، ناهيك عن تلك الجزر، والأراضي، والموانئ، وبعض المؤسسات العامة، التي أصبحت تحت إدارة الآخرين.

إذاً، أوضاع كهذه، هل على الإنسان، أن لا يظل صامتاً أو ساكتاً عن ما يجري  في وطنه من إنتهاك لسيادته، وتمزيق وإستقطاع لجزره، وأراضيه، ونهب لثرواته، وسرقة لتاريخه، وغيره، لا أعتقد، بأن يبقى المرء متفرجاً لما يحدث، لإنه سيعتبر مشاركاً، حتى وإن كان بعيداً عن ذلك.

 ولا نأمت أعين الجبناء..


Create Account



Log In Your Account