لا تطلب ...
الجمعة 03 يناير ,2025 الساعة: 06:50 مساءً

لا تطلب حاجتك من عاجز..
ولا تكثر من الشكوى..
فالشكوى للمخلوقين عجز ظاهر..

لاتطلب أن يلتفت أحدٌ إليك..
لا تستجدي شفقة أحد..

الحرية، أن تتحرر من حاجتك لدى الخلق، 
لا تنتظر التفاتة أحد..  
فالناس مشغولون بعجزهم.. 
فلا تكن عاجزًا تطلب الحاجة من عاجز..
 
فقد ولّى زمن الالتفاتات الطيبة..
لا وقت.. لا قلب هنا..
كل القلوب احترقت في المبخرة..
والوقت تحول إلى دخانٍ أسود..

ولّى زمن الالتفاتات الطيبة.. 
لا وقت.. لا أعين.. لا آذان.. 
كل العيون تحجّرت..
والآذان فقدت حاستها..
لا وجه.. لا عنق..
فبأي عنقٍ سيلتفت إليك يا صاحبي؟!
فالأعناق كسرت، واستعملت كدرج رخيصة في سلاليم قصور قارون..

التفت لنفسك قبل أن تفقد القدرة على الاستدارة.. 
انطلق قبل أن تفقد رجليك.. 
فأنت في زمن التشليح البشري العام..
حيث يباع البشر بالقطعة والجملة، وبصمت 
بعيداً عن قوانين العرض والطلب..
ودون ضجيج.. دون أنين.. دون بكاء..

والعقدة هنا..
فعندما يفقد المجتمع القدرة على البكاء الجماعي؛ يفقد إنسانيته..
فالإنسانية لم تكن سوى احساس جمعي 
والبكاء الجمعي أبرز تجلياتها..

البكاء الجماعي دعاء..
فهو يمثل تجلي إحساس الجسد الواحد للمجتمع المؤمن..
ومعها تتجمع القوة ويولد الإبداع.. 
فتنتشر البسمة وينمو الفرح من قلب الحزن الدامع..
كسنابل الوادي المطير..
وتستدير الأيام..
ويشرق فجر جديد..
ولكل يوم شمس وريح..

لا عليك.. 
حاول أن تلتفت أنت لنفسك والآخرين، فقد تجد نورًا في الغسق..
وقبسًا في الأفق..
فلا تنسد نافذة ضوء إلا لتفتح نوافذ وأبواب، من حيث لا تحتسب.. 
فقط لا تنتظر التفاتة أحد..
التفت أنت.. 
ولا تتوقف عند عتبة اليأس.. 
فاليأس عدم..



Create Account



Log In Your Account