الأربعاء 15 يناير ,2025 الساعة: 12:37 مساءً
في منطقة المطار القديم، مؤجر يضرم النار ، في بيت مستأجره، هكذا يسير مسلسل القتل ، والتدمير ، والحرق ، في مدينة تعز الحالمة ، وبصورة مستفزة ومقلقة للغاية.
مثل هذه الأفعال المقيتة والسيئة ، لا تنم سوى عن أمراض نفسية ، يعيشها أولئك الأشخاص ، الذين يقومون بهذه الأعمال الإجرامية ، لإنها تتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف ، وإخلاقياته الحميدة ، والتي تهدف إلى الإخاء والتعاون والرحمة بين الناس ، وليس التهور أو الخروج عن الإخلاقيات الإنسانية ، والتي دائماً ما تسبب الكثير من الأضرار على الفرد والمجتمع ، ولذلك نحن الآن أمام عديد من المشكلات الإجتماعية ، الخارجة عن النظام والقانون ، والأعراف، ينبغي الحذر منها ، والتعامل معها بمسؤولية ، وليس بتركها ، أو التغاضي عنها .
إن مشكلات كهذه ، هي في الأساس ناتجة عن عوامل عديدة ، أبرزها إجتماعية ، نفسية ، إقتصادية ، فضلاً عن سوء التربية ، ومخالطة أولاد السوء ، ناهيك عن واقع البيئة السيئ ، التي يعيشون فيها ، أمثال هؤلاء الأشخاص ، وهو ما يؤدي آنئذ إلى الإندفاع والتعامل مع الآخرين بالعنف ، وعدم التريث لما سيترتب عليه ، من مآسي للآخرين .
وفعلاً هذا ما حصل أو حدث ، في مدينة تعز ، خلال الأيام الفائتة ، من شهرنا الجاري يناير ٢٠٢٥ م ومنها ما يتعلق بجريمة القتل المتعمدة ، التي أرتكبت في حق شخص بريء مسكين ، أمام بيته ، وأسرته ، ودون أي ذنب له سوى إنه حاول أن يخرج من بيته ، ويتحدث مع بعض البلاطجة ، بأن يذهبوا إلى مكان آخر ، بعيداً عن بيته ، لإنهم يشكلون إزعاجاً له ولأولاده .
لقد كان الموت أسرع ، حيث قام أحد أفراد تلك العصابة ، أو البلاطجة بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلاً ، أمام بيته وأهله ، ودون خجل أو وجل ، أو إحترام لآدمية ذلك الإنسان المسكين ، الذي كان قد شكى ذلك البلطجي المجرم ، وعصابته ، إلى أحد أقسام شرطة مدينة تعز ، ولكن دون جدوى ، لإن الناس يعيشون في هذه المدينة ، في حالة غيبوبة ، صغيرها ، وكبيرها ، ومنهم أولئك المسؤولون ، الذين لا هم لهم سوى أنفسهم ، وأهاليهم فقط وليذهب الآخرون إلى الجحيم .
وكذلك الحال نفسه هو تلك الجريمة ، التي حدثت أيضاً في مدينة تعز ، وتحديداً في منطقة المطار القديم بتعز ، والتي أدت إلى حرق رجل مع أولاده ، في بيت كان يستأجرها ، من أحد الأشخاص المالكين ، الذي ليس لهم ذمة ولا دين ، ولا إخلاق ، ولا إنسانية ، وإلا كيف يجرؤ ذلك الشخص أي مالك البيت المؤجر ، القيام بإضرام النار ، في بيت ذلك الرجل المستأجر منه مع أولاده ، وبتلك الصورة الغير إنسانية لمجرد أو بحجة إنه قال .. لمالك البيت ، بأنه لا يستطيع أن يدفع إيجار البيت المستأجر لها بالريال السعودي .
لإنه كما علمنا ، بأن إيجارات السكن أو البيوت ، في مدينة تعز وغيرها ، أضحت تدفع بعض مساكنها أو بيوتها مؤخراً بالسعودي ، والدولار ، ويا للعجب ، فأين الجهات المسؤولة ، من ما يحدث في هذه المدينة
المليئة بالإشكالات والمنغصات ، والآلام ، والجراح ، منذ أن ولى الأمن والأمان منها ، وأضحت تعيش تحت رحمة أولئك البلاطجة ، وتجار البيوت ، وأصحاب السوابق ، ولم يعد لها سوى الفوضى ، والخوف ، وعدم الإستقرار ، نتيجة لغياب الجهات المسؤولة فيها ، أكان ما يتعلق بالسلطة المحلية ، أم الجهات الأمنية والقضائية .
سط هذا الحال غاب دور الأحزاب السياسية ، ومنظمات المجتمع المدني ، والتي كان ينبغي منها أن تضطلع بدورها ، الفاعل والجاد ، إزاء أو أتجاه قضايا كهذه ، تمس بأمن وسكينة ، وحياة المواطن ، والمجتمع ، وسلطات الدولة بشكل عام .