انتفاضة المعلمين.. بداية لحراك شعبي أكبر
الإثنين 20 يناير ,2025 الساعة: 04:59 مساءً

الخروج القوي والمؤثر للمعلمين في مدينة تعز على وجه التحديد، ما هو إلا بادرة من بوادر انتفاضة شعبية ضد الوضع الاقتصادي المتهالك، وضد سياسة التجويع للشعب اليمني التي تنتهجها دول التحالف المساند للشرعية، فهناك التزامات اقتصادية تخلت عنها دول التحالف في إطار دعمها للشرعية.

والراسخون في علم الاقتصاد يعلمون أن هذا الوضع يمكن أن ينتهي بقرار من دول التحالف المساند للشرعية، قرار يتضمن تحرير الإيرادات من سيطرة البنك الأهلي السعودي، قرار يتضمن توحيد القوات المسلحة المختلفة التي تعمل تحت مظلة الشرعية، قرار بتصدير النفط والغاز ودعم البنك المركزي بالعملة الصعبة.

لسنا بحاجة إلى ودائع تطرح في البنك المركزي لتقييد مستقبل البلاد الاقتصادي، اننا بحاجة إلى تحرر من هيمنة دول التحالف، التي أصبحت الآن في نظر الشعب هي المعيق لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، واصبح المواطن اليمني يدرك جيداً أن هدف التحالف تحقيق مكاسب سياسية لا تخدم مصلحة اليمن، وكذلك أهداف ربما تضر وحدته الجغرافية والسياسية، يشكل إصرار المعلمين على نيل حقوقهم المشروعة في تحسين الراتب بما يتوازى مع الارتفاع الجنوني للأسعار وللايجارات، طريق مشروع واقل ما يمكن أن يحصل عليه المعلم، في ظل سياسة التهميش التي تمارس ضده على مختلف المستويات..

المعلم وأسرته يتضورون جوعاً وملايين الدولارات تصرف على أولئك الذين يتبخترون في الشاليهات والمنتجعات في أوروبا وفي بعض الدول المجاورة، يستلمون رواتبهم بالدولار يعني عملة صعبة تستنزف ما بقي من مخزون في البنك المركزي.

وبالرغم من وقوف نقابة المعلمين اليمنيين ضد مطالب منتسبيها ربما لاسباب سياسية إلا أن المعلمين واتحاد التربويين اليمنيين استطاعوا تجاوز نقابتهم، وربما يكون اتحاد التربويين هو الكيان النقابي الجديد الذي يمثلهم، وما وجدت هذه الاتحادات والنقابات إلا لكي تدافع عن حقوق منتسبيها وتعمل بالوسائل السلمية من أجل نيلها، عن طريق الإضرابات أو عن طريق المسيرات والاحتجاجات، وهذا ما يكفله الدستور والقوانين النافذة، واعتقد أن هذه الانتفاضة للمعلمين سيعقبها انتفاضة شعبية يرتفع فيها منسوب الاحتقان الداخلي حتى لتكاد تنفجر من شدة معاناتها وشظف عيشها التي ترى أن هناك من هو مسؤول يستطيع إيقاف كل هذا التدهور وإعادة عجلة الاستقرار الاقتصادي والمعيشي إلى وضع أفضل مما نحن عليه الآن.. هذا الحراك الشعبي ليس من بطرة ولكن من شدة معاناة وشدة الم، فلم يعد هناك ما يستحق الصمت عن كل هذا الظلم.


Create Account



Log In Your Account