ابطال الروح وفرسان المعنى
السبت 01 فبراير ,2025 الساعة: 09:57 صباحاً

استشهد محمد الضيف واخيرا كانت هذه الخاتمة التي تليق به وبرفقائه 
هولاء يصنعون خاتمتهم برماحهم وينتزعونها بشموخ ارواحهم   
تختلف عندهم المعاني المألوفة للناس العاديين المتشبثين بالوهم والطين
فمعاني الحياة والموت والالم و الفرح والحزن والقوة والضعف.و النصر والهزيمة لها معاني مختلفة لديهم او قل هي كما هي على حقيقتها   ترتبط بجوهر الانسان والروح وغاية الحياة ،معاني لايدركها الا هم ومن يقتربون من دوحتهم المدهشة المعنونة ب الحرية،
الحرية هي غاية الانسان وكرامته
وهي الرسالة التي جاء بها الإنبياء والرسل 
و يبقى الاحرار هم المعبرون عن  الانسانية  والناطقون الرسميون لبني ادم 
ولا اهمية للكثرة والمظهر بل بالموقف والمعنى. وهولاء هم في كل زمان ومكان  ابطال الروح وفرسان المعنى 
محمد الضيف الذي دوخ اكبر جيش واعظم مخابرات مدعومة دوليا لمدة ثلاثين سنة يصول ويجول ويحدث الانجازات في بقعة محاصرة بكل اجهزة القوة الدولية وكأنه اسطورة يلبس طاقية الإخفاء ويحمل في قلبه قوة (وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون)
حتى انجز ماعليه وحقق طموحه في حفر الذراع الاول لتغيير  مجرى التاريخ   كان   يدرك هذا وكما قال هو ( ليكن لنا السبق بتغيير مجرى التاريخ) ثقة راسخة يتحدث عن تغيير مجرى التاريخ كحقيقة لديه 
لقد شقوا مجرى التاريخ فعلا 
وطوفان الاقصى ليس حادثة عابرة بل ملحمة هي فوق طاقة التاريخ وخارج قوانين الصراعات لم يحدث لها مثيل في كل تفاصيلها وشخوصها مقاومة ومجتمع  ومهما كان فلابد لهذا المجرى ان يصل مداه والمسألة مسألة و قت 
لا احد بإمكانه ان يفسر بلغة المادة والأرقام صمود اهل غ زة 
وصلابة مقاومتها الصلبة وجاهزية المجتمع  الطفل والشيخ. الرجل والمرأة في كل الظروف والأوقات ؟!
ومع كل هذا فقد انتصروا  في كل الجوانب وانهزمت القوة الغاشمة التي تبكي اليوم بينما يقف طفلا فلسطينيا ويتحدث بلغة الضيف وبسالة السنوار كانه القادم :
ان من حسن حظ اسرائيل انني مازلت طفلا ؟؟؟!
وفي الوقت الذي تهدد اسرائيل  احد الاسرى المؤبدين المفرج عنهم ان هو عاد للمقاومة بعد ٢٥ سنة سجن  ليرد عليهم: بكل ثقة ساجعلكم تترحمون على السنوار 
والبقيةتفاصيل على هامش الحدث العظيم 
والمهم انهم  انتصروا اخلاقيا بالضربة القاضية   وهذا ربما هو الإنتصار الأهم    فالقوة التي تحافظ على وهجها الاخلاقي يكون  المستقبل لها مهما بدأت الأضعف والقوة التي تنهزم اخلاقيا تسد بوابة المستقبل وتفخخ وجودها من الداخل فتموت   رويدا رويدا فتسقط بفعل السنن وقوانين البقاء مهما ظهرت قوية منتفخة كما سقطت الامبراطوريات العظمى 
والتاريخ يكرر نفسه ويمر بنفس الطريق وذات المنعرجات 
الجبهة الاخلاقية تحمل شفرة البقاء وكلمة السر في الانتصار الحضاري 
لم يبحث عن المجد الشخصي والخلود الزائف  فقضية ااحرية والتحرير لشعبه ومعنى الانسانية الكريمة   عنده اهم بكثير من الجانب الشخصي  ليدخل باب الخلود الابدي  راكبا جناح الريح وصهوة البراق  واصبح ورفاقه تاريخا و روحا وايقونات  للاجيال، 
لم يعد شخصا بل معنى وقيمه وقدوة وتاريخ 
سيمحى صورة واسم نتنياهوا ولو بقى سيبقى ذكره كمجرم وستختفي كثير من الصور المعلقة والكراسي البائسة في وجه المعمورة  الى مزبلة التاريخ ويغرقون في مستنقع غزة 
وسيبقى الضيف والسنوار والتاريخ ومروان عيسى ومن قبلهم وبعدهم ابطالا  حفروا الميل  الاول في مجرى التاريخ الذي سيتدفق نوره وطوفانه في  المنطقة والعالم ايذانا بحقبة جديدة 
بعنوانها الانساني المرتبط بالسماء 
ونشيدهم الخالد 
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق 


Create Account



Log In Your Account