الثلاثاء 25 فبراير ,2025 الساعة: 09:36 مساءً
الحرف28 - خاص
تتكشف تفاصيل جديدة حول شحنة الدقيق الفاسد العالقة في ميناء عدن، التي تقدر بـ 5000 طن، وسط ضغوط مكثفة تُمارَس على الجهات المعنية للسماح بتمريرها رغم خطورتها على الصحة العامة.
بحسب مصادر مطلعة، الشحنة تتكون من 118,000 كيس دقيق بأوزان 25 و50 كجم، إضافة إلى 46,000 كيس نشأ ذرة بنفس الأوزان، وتحمل علامتين تجاريتين رئيسيتين هما "دقيق الإمارة" و"دقيق البون".
واكدت المصادر، لـ"الحرف28" ان الفحوصات الرسمية كشفت عن وجود إصابات حشرية حية وميتة ويرقات داخل الشحنة، بالإضافة إلى تعفن وتكتل أجزاء من الدقيق بسبب تعرضها لتسرب المياه المالحة نتيجة تهالك الباخرة وضعف التهوية، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
واشارت المصادر الى ان وحيد الماس، مدير الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في عدن، أكد أن المواصفات القياسية المعتمدة تشترط خلو الدقيق تمامًا من السوس وأجزائه أو إفرازاته أو بويضاته، لما تحتويه من مواد سامة تشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان، مشيرًا إلى أن الفحوصات كشفت عن وجود هذه المخلفات في الشحنة، ما يجعلها مخالفة تمامًا للمواصفات الصحية.
رغم المخالفات الواضحة والخطر الصحي الذي تشكله هذه الشحنة، تتعرض وزارة الصناعة والتجارة وهيئة المواصفات والمقاييس لضغوط كبيرة من بعض الجهات النافذة للسماح بتمرير الشحنة، بهدف تصريفها في الأسواق المحلية، متجاهلين التهديد الذي تمثله على صحة المواطنين.
الشحنة كانت على متن باخرة تابعة للتاجر اليمني أحمد حرمل، التي ظلت عالقة في البحر لمدة أربعة أشهر، متنقلة بين عدة موانئ، قبل أن تصل إلى ميناء عدن.
خلال هذه الفترة، تعرضت الشحنة للتلف والتعفن بسبب التخزين غير الملائم وتسرب المياه إلى داخل الحاويات، ما أدى إلى تفاقم الضرر وتكاثر الحشرات داخل الأكياس.
وسط هذه التطورات، أطلق المواطنون مناشدات عاجلة للسلطات المعنية، مطالبين بمنع دخول الشحنة الفاسدة إلى الأسواق، ومحاسبة الجهات المتورطة في محاولات تمريرها، حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين.
رغم الضغوط المتزايدة، أكدت هيئة المواصفات والمقاييس موقفها الحازم برفض دخول الشحنة استنادًا إلى المخالفات الخطيرة المكتشفة، وأوصت الهيئة بإعادة تصدير الشحنة أو إتلافها وفقًا للإجراءات القانونية المعمول بها، لحماية المستهلك من كارثة صحية محتملة.