بائع الصدقات
الأحد 16 مارس ,2025 الساعة: 01:34 مساءً

يحدث في زمن انعدم الضمير عند بعض الناس،  أن تباع صدقات المحسنين، يحدث أن ينحدر الإنسان فيخون الأمانة، يحدث أن تستغل ثقة المُحسن لتمرير اعمال خاصة من خلال ما يجود به المحُسن لبسطاء الناس وفقراءهم، زمن اصبحت أعمال الخير تسخر لمنافع شخصية واحياناً حزبية، مرض ظهر فوجب أن ننبه قبل أن ينتشر ويستفحل، وايضاً لكي ينتبه المحسنون لوسطائهم في ايصال صدقاتهم لعموم المسلمين من فقرائهم ومساكينهم والغارمين وفي الرقاب وغيرها من مصارف الصدقات

وما دفعني لكتابة هذا المقال بهذا العنوان هو لفت انتباه إلى مثل هذه الحالات المستغلة ثقة المتصدقين إلى أن يتنبه أهل الخير والمعروف لمن يولونهم ايصال خيرهم دون منٍ ولا اذى،  ولا استغلال حزبي أو شخصي، حدث ذات مرة أن أحدهم قام بتوزيع مادة غذائية للناس وبقي منها فائض مطروح عند أحد التجار،  قام هذا المسؤول عن التوزيع واعطى أحد اصدقاءه المقربين كمية من هذه المادة ولأن صديقه لديه اخوة في البيت قاما بتصنيف هذه الصدقة على أنها شراء بما يعادل ثلاثين ألف ريال،  وجعلوا هذا التاجر يضعها في ورقة بقيمتها لكي يقوم اخوة هذا الشخص بشراء ما يعادلها، يعني احتسبوا الصدقة أو هذا الفعل الخيري بقيمة، وهذا من الأعمال السيئة والتي تفقد من يقوم بها الثقة عند من يدعم مثل هذه الاعمال الخيرية في رمضان وغير رمضان.

طبعاً نسمع حكايات لمثل هؤلاء الذين يتم ائتمانهم على توزيع مثل هذه الصدقات أو الزكوات، فيتم تقليص المبالغ المالية أن كانت مال، أو المواد الغذائية أو العينية أن كانت كذلك،  ومن ثم يتم بيع ما زاد في مناطق أخرى، نحن نتحدث عن بعض وهم قلة ممن لا يخافون الله، وظهور مثل هؤلاء المستغلين لا يجب أن يقف حائلاً أمام العمل الخيري والانساني وانما التحري عن الوسيط بينك وبين من يقوم بإيصال معروفك أو احسانك أو صدقاتك بحيث تصل إلى مستحقيها وبدون منٍ ولا اذى ولا استغلال.

هذا العمل لبه الثقة فلا تنزعوا الثقة ممن اولاكم اياها.. كما أن مثل هذه الافعال قد اضرت كثيراً بالاعمال الخيرية، وجعلت القادرين على فعل الخير لا يثقون بوسطائهم في ايصال هذه الصدقات مما يؤدي الى توقفها، في ظل اوضاع قاسية يعيشها غالبية الناس، وهم في أشد الحاجة إلى من يساعدهم في ظروفهم الاقتصادية الصعبة، وعندما نكتب عن ذلك فلكي تصل الرسالة الى الطرفين المُحسن بالتحري بوسطائه، والوسيط أن يعلم انه تحت رقابة المجتمع وفوق ذلك رقابة الله سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافيه، نعرف ناس احجموا عن فعل الخير وبخاصة لمناطقهم أو مجتمعاتهم التي تحيط بهم نتيجة مثل هذه التصرفات التي فيها خيانة للامانة.

وهناك من لا يحب الخير للمجتمع فيعمل على ايصال رسالة سلبية للمتصدق تؤدي إلى قطع مثل هذه الاعمال عن المجتمع.. وربما يكون للحديث بقية.. فهناك قصص وحكايات لخيانة الامانة لن نذكرها حتى لا نساهم في قتل روح التكافل الاجتماعي في نفوس القادرين على ذلك.


Create Account



Log In Your Account