الإثنين 05 مايو ,2025 الساعة: 08:51 مساءً
لدي في تطبيق الواتساب عشرات المجموعات، معظمها لا فائده منها، وهذا على الاقل لا يضر سوى مساحة التخزين في الهاتف، لكن ما يتعبك جدا هو خوض أولئك المرفهون في السياسية وانتقاد كل ما تقع عليه اعينهم.
يا هذا..يا هؤلاء..توقفوا بالله عليكم..حديثكم عن أوجاعنا بالنسبة لكم رفاهية وفقرة تسلية لا غير...اما متابعتنا لحديثكم فهو فقرة تعذيب جسدي ونفسي. تتحدثون لتستمتعوا ولا تعلمون ما الذي تتسببون به.
ان كان يهمك كيف سقطت صنعاء وكيف اغتيلت عدن ولماذا حوصرت تعز، فأنا لا يهمني اطلاقا في الوقت الحالي.
ان كنت تشعر بالمتعة وانت تمجد صالح او تحقره، تتحدث عن البنّاء كصانع تحولات او اليدومي كقائد رباني او انهما جزء من مؤامرة او محرك نكبه، فهذا كله لا يهمني.
هل تعلم ما الذي افكر به او يفكر به معظم الشعب اليمني الآن؟..لو كنت تعلم لتركتهم في حال سبيلهم ولما أزعجت احدا منهم حتى وان كان مخاطبك اليدومي او صالح أنفسهما.
عزيزي البعيد.. انت تعيش حياة هادئة جدا، ونحن نعيش صخبا لا يتوقف.. صحيح انك تعيش احيانا بعض الصخب ولكنه صخب الحياة المنعش، وهذا لا يشبه ما نعيشه في شيء ... لذلك..احترم آلام الواقع المعاش، فمساحة التفكير لدى معظم الناس باتت ضيقة جدا، بفعل الحرب، فكل ما يفكر فيه هو لقمة عيش أسرته. لم يعد يهمه الحديث عن الماضي فهو لم يعد مجديا والمستقبل ربما لن يأتي.
عزيزي...التنظير عن احداث سياسية وقعت في الماضي لم يعد مهما البتة، هل في جعبتك حلا للحاضر؟..ان كنت فاقدا الحيلة فلا داعي لخلق مزيد من الفرقة.
صديقي البعيد، الحقيقي والافتراضي والخيالي، لدي بعض الاسئلة كمحاولة أخيرة لاقناعك بالتوقف عن التراهات..وسأتولى انا الاجابة بالنيابة عنك.
هل جعت يوما طوال فترة الحرب؟ طبعا لا
هل شعرت بعجز وذرفت عينيك الدموع لأنك لم تستطع تحقيق أمنية صغيرة من احلام طفلك كلعبة او أكلة لذيدة؟..بالتأكيد لا
هل فارقك النوم يوما ما بعدما أرهقت مخك في التفكير بقيمة كيس دقيق أوشك سلفه على الأفول؟
هل اضطررت للمشي عبر جبال ووديان لان الطرق مغلقة؟ ..لم افكر في الامر حتى.
هل تعيش كما نعيش؟ هل شاركتنا يوما عذاباتنا التي لا تتوقف؟ هل سمعت أنين طفلك ليالٍ طوال وانت لا تجد قيمة علاجه؟... كل هذا لا.
إذن..انت لا تعيش معنا فلماذا تجعلنا وسيلة لاشباع غريزتك في التشفي من واقع ربما كنت انت احد اسبابه؟