أزمات معيشية مفتعلة لتعزيز اقتصاد الحرب الحوثي
الأحد 11 مايو ,2025 الساعة: 07:25 مساءً

يتصاعد قلق اليمنيين من لجوء مليشيا الحوثي إلى استثمار الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والخدمية، في تعزيز قبضتها على الأسواق من خلال افتعال أزمات جديدة وفتح أسواق سوداء لبيع الوقود والغذاء وحتى مواد البناء وتذاكر السفر بأسعار مضاعفة. 

وبحسب الباحث الاقتصادي اليمني فارس النجار، فإن أزمة الوقود التي أعلنت المليشيا عن انتهائها مؤخراً كانت مفتعلة، رغم وجود كميات تكفي لأكثر من شهرين، مؤكداً أن المليشيا تستخدم هذه الأزمات لمضاعفة أرباحها من جهة، ولابتزاز المجتمع الدولي تحت ذريعة "المظلومية الإنسانية" من جهة أخرى. 

وأوضح النجار أن الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين استقبلت، بحسب "برنامج الغذاء العالمي"، أكثر من 1.5 مليون طن متري من المواد الغذائية منذ بداية العام، ما يعني وجود احتياطات تكفي لأشهر، رغم تضرر بعض المنشآت نتيجة الغارات الجوية. 

وأكد أن استهداف ميناء رأس عيسى وصهاريج الوقود لم يؤدِ إلى نفاد المخزون، حيث تعتمد المليشيا على محطات تخزين ضخمة، وناقلات مخصصة، إضافة إلى احتمالية استخدام خزانات عائمة في البحر. 

من جهته، أشار أكاديمي اقتصادي من جامعة صنعاء – فضّل عدم الكشف عن هويته – إلى أن مليشيا الحوثي تدير اقتصاد الحرب من خلال خلق الأزمات وتوظيفها لتعزيز مواردها، سواء برفع الأسعار أو باستقطاب المقاتلين وتحريضهم ضد الخصوم. 

وتشهد مناطق سيطرة المليشيا ارتفاعاً في أسعار الأسمنت ومواد البناء بنسبة تصل إلى 30%، رغم وفرة الكميات وتراجع الطلب، ما يعزز الاتهامات بخلق أزمات متعمدة لتمويل أنشطتها وتحقيق مكاسب من المعاناة الشعبية.



Create Account



Log In Your Account