ذكرى الوحدة تمر بصمت رسمي... مسؤولون يتوارون عن الاحتفاء العلني وآخرون يعلقون باستحياء
الخميس 22 مايو ,2025 الساعة: 08:04 مساءً
الحرف28 - خاص

مرّت الذكرى الـ35 لإعلان الجمهورية اليمنية، في 22 مايو 1990، وسط تجاهل رسمي لافت وغياب أي مظاهر احتفاء حقيقية من قبل قيادات الدولة، في مشهد يعكس تعمق الانقسام السياسي، وتراجع رمزية هذه المناسبة الوطنية في الخطاب الرسمي اليمني. 

كلمة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي التي خاطب بها الشعب مساء امس، حاولت تسويق الوحدة من منظور انها ضرورية في المرحلة الحالية لمواجهة مليشيا الحوثي، دون الاشارة الى التمسك بها كخيار وحيد كما كان الامر في السابق، خلال حقبتي الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي. 
وفي حين توارى معظم المسؤولين عن الاحتفاء العلني بالوحدة، خرج قلة منهم يهنئون بذكرى الوحدة، وتجاهل آخرون الاشارة اليها. 

نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي، توجه بالتهنئة عبر منصة "إكس"، وجه فيها التحية للشعب اليمني ولمنتسبي الجيش والأمن في الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 199. 

وأعرب النائب العليمي عن تمنياته  "بالعزة والرفعة والسلام لليمنيين". 

من جانبه، طارق صالح، عضو المجلس الرئاسي وقائد ما يسمى  "المقاومة الوطنية" بدأت المناسبة باردة، حيث اشار  الى الذكرى باعتبارها مناسبة" لقيام الوحدة  في 22مايو ". 

في المنشور المقتضب الذي خلا من اي مظهر حفاوة بالوحدة كمنجز تاريخي لليمنيين،  اكتفى طارق صالح بالتعبير عن " التقدير لكل يمني تمسك بجمهوريته، رافضًا سطوة الكهنوت ومشروع الولاية وحكم الحرس الثوري" مؤكداً  ان اليمنيين يتمسكون "بهويتهم الوطنية والقومية والدينية، رغم كل العنف الذي تمارسه عصابة الحوثي". 

ويأتي هذا الفتور بعد ايام من توقيع مجموعة طارق  باسم" المقاومة الوطنية" اتفاقاً اعلامياً مع المجلس الانتقالي الحنوبي المنادي باستعادة دولة " الجنوب العربي". 

والتشكيلان ممولان من الامارات التي تنسق مع تحركات الطرفين كلا في المجال الجغرافي الذي يسيطر عليه، على حساب السلطة الشرعية، رغم انهما صارا جزءا من تكوينها. 

ويدير طارق صالح تشكيلات عسكرية مموّلة إماراتيًا خارج مؤسسات الدولة الرسمية، وتعمل فعليًا في مناطق الساحل الغربي على نحو منفصل عن الحكومة المعترف بها، وسط اتهامات متزايدة للإمارات بدعم مشاريع تقسيم اليمن وتفكيكه إلى كيانات متناحرة. 

وتتزامن الذكرى هذا العام مع تصاعد حالة الانقسام السياسي وتعدد مراكز النفوذ في البلاد، وسط غياب أي فعاليات رسمية بارزة أو خطاب موحد يعكس التزام الدولة بالمنجز التاريخي، وتكالب الأطراف الخارجية على الإطاحة به، وتمزيق البلاد والعودة به الى ماقبل ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر. 

وظهر الانقسام الاعلامي على الاقل، في الخبر الذي نشرته وكالة سبأ الرسمية، حول اعلان وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، يوم الخميس الموافق 22 مايو اجازة رسمية، بمناسبة عيد الوحدة، قبل ان تنشر صفحة الوزارة على فيسبوك صورة للخبر على موقع الوكالة وكتبت عليه كلمة "مزور". علما بأن وزير الخدمة المدنية احد اربعة وزراء في الحكومة يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي.



Create Account



Log In Your Account