الجمعة 23 مايو ,2025 الساعة: 03:17 مساءً
اختمم في مدينة تعز، اللقاء التشاوري الموسع لمجالس المقاومة الشعبية في مختلف المحافظات اليمنية، الذي اقيم برعاية وتنظيم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، وبحضور ممثلين عن السلطة المحلية وعدد من القيادات الميدانية والسياسية.
وجاء اللقاء في ظل تحديات وطنية جسيمة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية معقدة تمر بها البلاد، وهو ما أضفى على اللقاء طابعًا وطنيًا استثنائيًا، عكس مدى الوعي بأهمية المرحلة ودقة الظرف التاريخي.
وناقش المشاركون جملة من القضايا المتعلقة بالمعركة الوطنية ضد الانقلاب الحوثي، وسبل توحيد الجهود الميدانية والسياسية، وخرجوا برؤية موحدة تمثل خارطة طريق جديدة للمقاومة الشعبية في إطار معركة استعادة الدولة اليمنية.
في البيان الختامي، حيّت مجالس المقاومة صمود الشعب اليمني، وأشادت بتضحياته في جميع المحافظات، سواء المحررة أو الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
كما ثمّنت نضالات أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وكرّمت ذكرى الشهداء والجرحى الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم دفاعًا عن الحرية والكرامة.
وأكد اللقاء على الدور الحيوي للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية باعتباره مكوّناً أصيلاً في النضال الوطني، يمتلك حق الإسهام في تقرير مصير البلاد، سواء عبر الوسائل السلمية أو في ميدان المواجهة، داعياً إلى تمكينه وتعزيز دوره في المرحلة المقبلة.
ودعا المشاركون رئاسة الجمهورية والحكومة إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية، والتحرك العاجل لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور، وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.
كما حثّ البيان على مكاشفة الشعب بحقيقة التحديات التي تواجه الدولة، والاعتماد عليه كصاحب القرار السيادي في استعادة دولته ومؤسساته.
وفي سياق التماسك الوطني، طالب اللقاء جميع القوى والمكونات السياسية والمسلحة بمراجعة مواقفها والالتحاق بصف وطني موحّد، تكون فيه معركة إنهاء الانقلاب وتجاوز تداعياته حجر الأساس لأي شراكة سياسية قادمة، مع ضرورة إطلاق مبادرات خلاقة تُحقق هذا الهدف النبيل.
وشدّد البيان على أن لا حل جذري لأزمات اليمن، ولا استقرار للمنطقة، دون إنهاء الانقلاب الحوثي ونزع سلاح المليشيات، واعتبر أن أي محاولات ترقيعية أو حلول جزئية لن تؤدي إلا إلى تعقيد المشهد وزيادة معاناة الشعب اليمني.
كما دعا البيان إلى اعتبار مخرجات ورش العمل واللقاءات التحضيرية منطلقًا عمليًا لمرحلة جديدة من الإنتاج والعمل، تحت مظلة وثيقة العمل الداخلي للمجلس الأعلى للمقاومة، بروح من المسؤولية الوطنية العالية.
وأشاد اللقاء بدور الإعلام الوطني في معركة التحرير، معتبرًا الأقلام الحرة والأصوات الصادحة بالحقيقة جزءًا من الجبهة الوطنية لا يقل أهمية عن الجبهات العسكرية والسياسية. ودعا العاملين في هذا القطاع إلى توحيد الخطاب الإعلامي وتوجيهه نحو الهدف الأسمى: تحرير اليمن واستعادة دولته.
واختتم البيان بالتنويه بالدور الفاعل للشباب والمرأة اليمنية، ودعمهما في عملية البناء الوطني، والتأكيد على دورهما في حمل مشروع التحرير والانتصار للحرية والكرامة.
وأدان اللقاء بشدة المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين في غزة، مطالباً بتحرك دولي لوقف العدوان، وإنهاء التواطؤ والدعم الغربي، والصمت العربي تجاه ما وصفه بـ"العدوان البربري".