مع التطلعات الإنفصالية!
الأحد 01 يونيو ,2025 الساعة: 08:32 صباحاً

كان رد الدكتور رشاد العليمي على سؤال قناة روسيا اليوم : لا وحدة بالقوة ولا انفصال بالقوة! وهذا هو رد السفير السعودي آل جابر  بعد إعلان تعيين مجلس القيادة الرئاسي مباشرة في إبريل 2022، عندما سأله الإعلامي البارز  عبدالله المديفر وهو يعلق على يمين عيدروس الخارج عن النص الدستوري، وقال المديفر متسائلاً : بكل وضوح؛ هل المملكة مع الوحدة أم مع الإنفصال؟! 

فرد السفير  : مع ما يقرره اليمنيون بحيث لا تستخدم القوة لفرض الوحدة أو فرض الإنفصال!

  قال السفير ذلك وكأن الوحدة لم تتم قبل 35 عاماً، وكأن آل جابر ليس سفيراً لبلاده لدى الجمهورية اليمنية! وكأن السفير لا يأخذ في الحسبان أشكال الدعم والإسناد متعدد الأوجه الذي يحظى به الانفصاليون لفرض الإنفصال بالقوة إن استطاعوا.

لقد كان رد السفير آل جابر مخيباً ومجحفاً وخطيرا.كما أن دعم الانفصاليين وتبنيهم وإشراكهم في كل مفاصل السلطة دون تخليهم عن مشروع الانفصال، هو دعم واضح  ومباشر للإ نفصال.

  قال العليمي أيضاً لقناة روسيا اليوم : أي تطلعات لشعبنا في الجنوب سنكون معها! وقال إنه أكد على ذلك في خطاب 22 مايو ؛ عيد الوحدة! ويقصد تطلعات فئة انفصالية قروية مدعومة من الخارج، لا تمثل الجنوب.

في 1994  كان أحد الرؤساء العرب، تماهياً مع موقف بعض دول الخليج، يعلن مراراً بأن الوحدة لا تفرض بالقوة! 

غير أنه لم يكن أمام الرئيس علي عبدالله صالح، ومعه عبدربه منصور هادي، الرئيس اللاحق، وملايين اليمنيين من الجنوب والشمال، إلا أن يدافعوا عن الوحدة بكل الوسائل بما في ذلك القوة، عندما تعرضت للخطر بدعم خارجي كبير وظاهر وموثق.

أشرت قبل فترة إلى تصريح للملك سلمان، وهو محل احترامنا الدائم ومثله ولي عهده ، وهو يرد على من يقول إن توحيد السعودية  تم بالقوة، وقال : إن ذلك أمر طبيعي، وأشار إلى وحدة ألمانيا في عهد بسمارك، ووحدة أيطاليا في عهد غاريبالدي، والدفاع عن وحدة أمريكا في عهد لينكولن، وكيف أنه تم استخدام  القوة سواء لتحقيق الوحدة أو للدفاع عنها.

كان هناك من يظن أن موقف بعض الجهات في 1994 يرجع 
إلى ملابسات المواقف في غزو الكويت العزيز، المؤسف، من قبل العراق عام 1990. 

لكن يبدو أن موقف بعض الجهات المناوئ لوحدة اليمن موقف دائم وثابت ومتربص، والمسألة هي تحيُّن الفرص ومفاقمة الأوضاع، وتبني الكانتونات، وأمراء الحرب، تمهيداً للتجزئة، المرفوضة قطعاً من قبل الغالبية الساحقة من الشعب اليمني.

هناك متواطئون وبياعون من بني جلدتنا، وهم قلة ضئيلة، ما عندهم مشكلة لو تجزأت اليمن عشرين جزءا.

ومصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار.

ومثل أولئك موجودون في كل أمة وشعب.

أود التعبير  هنا بدرجة عالية من الإحترام المستحق لكل أحد وكل طرف؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بوحدة بلدنا واستقلاله وكرامته وسلامة ترابه الوطني، فلا بد أن يفهم من يهمه الأمر أن العليمي في مهمته وقراراته ومواقفه تجاه وحدة بلادنا لا يمثل الشعب اليمني، ولا يملك تفويضاً منه، وليس من حقه ولا من صلاحياته، قطع الوعود، صراحة أو ضمناً، ولا اتخاذ إجراءات، ولا إصدار قرارات  تهدف إلى التسهيل لتجزئة اليمن، والشعب اليمني متمسك بوحدة ترابه الوطني، واستقلاله وسلامة أراضيه مثل السعوديين، والإماراتيين، ومثل الروس والهنود والصينيين ومثل كل أحد..  ولا يعني أحد في اليمن، حتى جماهير  الأحزاب الخانعة، ما يتبناه العليمي، أو غيره، من مواقف لا تخدم استقلال اليمن ووحدته وسيادته وكرامته.

كان الأمل كما هو  الواجب، أن يطلب رئيس مجلس الرئاسة؛رسميا، من روسيا، ومن غيرها، دعم وحدة اليمن، لكنه  في وادي آخر، وبالنظر  إلى الأدلة والقرائن والمواقف؛ يبدو أن مهمته هي العكس. وهو مع التطلعات الانفصالية قولا وعملا وتعيينات لصالح الإنفصال، سبقت الإشارة إليها مراراً.

نقلا عن صفحة الكاتب على منصة إكس


Create Account



Log In Your Account