تعز.. وضريبة الموقف :  من الحرمان الي الحصار..(2-4
الأربعاء 20 أُغسطس ,2025 الساعة: 11:26 صباحاً



لافتة: 

آوي الى خصب المروج الخصاب.. 
بصدرها النامي الوفير الشباب.. 
ومادعيت الغيث ٱلاّ استجاب.. 
لكن مهما الغيث فوقي هما.. 
مكانني ضمآن.. 
      الفضول رحمه الله. 

هذا النص يصف -إجمالا- حال محافظة تعز أنها أكثر تضحية وأكثر حرماناً، وإن شئت قل: إن هذا النص تضمن السبب والنتيجة. 

 الفضول، إبن تعز يقول: إنه اتخذ من تعز مأوى 
دون غيرها ويلاحظ القارئ أن النص كثيف الدلالة المتضمنة بمفاهيم وقيم مستندة الى مخزون ثقافي متراكم مترسخ في أغوار ومسارب اللاوعي التعزي، بل ومتجسد في الوعي.
صحيح أن لغة النص رمزية من جهة، 
لكن الوضوح موجود أيضاً من خلال تدفق الدلالات الكثيفة وتتابعها السردي، وهذه الكثافة الدلالية المتتابعة ساعدت القارئ والسامع على مراد الشاعر..! 
ها هو الفضول يصرح أنه يأوي الى
( مرج خصيب) 
مرج خصيب الصدر موفور النماء بزخم شبابي يشبه الغيث الهطال..
 لأني مادعيت الغيث إلاّ استجاب للتضحيات ؛ذوداً عن حياض الوطن في كل محافظات اليمن ودفاعاً عن المبادئ والأهداف وقيم الثورة اليمنية إنسانياً وحضارياً، إرساءً لأسس دولة النظام والقانون والعدل والعيش الكريم.

إنها تعز ، تمتلك إرادة تعي جيداً متى تضحي 
 وكيف ولماذا وعن حب..! 

لكن الحصاد التعزي هو ( الحرمان) الصادر عن حقد دفين ممنهج تجاه الوطن عموماً وتعز خصوصاً فيتساءل الشاعر في قصيدة أخرى، فهل أتى حبي لقلبي عقاب؟
 
باختصار: 
إذن، الحرمان الذي عاشته تعز وما زالت تعيشه إنما هو 
(ضريبة مواقفها) الصارمة والمرنة في ذات الوقت و المجسدة للحرية والديمقراطية.

تجسيد الوعي عملياً: 

بعدقيام 26 سبتمبر

1- احتضنت تعز سفارات الدول التي كانت تربطها علاقة بالنظام الجمهوري اليمني لأن العاصمة صنعاءلم تكن آمنة ثقافياً وعسكرياً.


2 - كانت حاضنة الاجتماعات و اللقاءات والمؤتمرات وحاضنة شخصيات الجمهورية المدنية.

3 - كانت الحاضن لقيادات وتدريب ومؤتمرات وتسليح ثورة 14 اكتوبر. 

4 - كانت المقر الدائم لرئيس الجمهورية، واضع الأسس الأولى للدولة المدنية - القاضي عبدالرحمن الارياني رحمه الله.

5- إبان حصار السبعين من قِبل فلول الكهنوت السلالي: 
 تحركت شخصيات من تعز -عبد الغني مطهر ، ومحمد علي عثمان وغيرهما وانفقوا من أموالهم الخاصة فجندوا الآلاف من أبناءتعز على دفعات، كل دفعة تخضع للتدريب أسبوعين ويتم إرسالها الى صنعاء وقد وقع بعض المجندين في قبضة بعض القبائل بدءً من سمارة، فغيرت قيادة تعز طريقة إرسال الجنود حيث ترسلهم بواسطة الحمير عبر طرق الريف، أو سيارات عبر الحديدة، 
و خلال60 يوماً تقريبا كانت تعز قد أرسلت مايزيد عن4500 جندي! 

6 - انطلقت فكرة التطوير التعاوني من تعز متمثلة في الجمعيات الزراعية وفتح الطرقات الى المديريات وافتتاح منتزه تعز التعاوني. 

7- قيام أول نواة للقطاع الخاص كأساس للبنية التحتية اقتصادياً.
مصنع بسكويت أبو ولد. 
هذه الخطوة جسدت موقفاً ثقافياً و اجتماعياً
وهو إشراك المرأة في العمل! 

  نفق الحرمان: 

محافظة تعز بعدد سكانها في اقل الأحوال نجدها تضارع محافظة إب لكن ايادٍ دفعتها الى هوة الحرمان الممنهج وتحديداً من مطلع ثمانينيات القرن الماضي. 

1- الجانب الصحي: 
- مشفى الجمهوري بتعز كما هو من عهد الملكية. 
- مشفى الثورة العام قدمته الصين هدية لتعز.
- مشفي خليفة بالحجرية وهذا أيضا هدية من خليفة قطر.

تزايد عدد سكان تعز، غير آن المشافي الآنفة هي هي، بل انحسرت خدماتها الى الأسوأ خلال فترة النظام السابق. 

2- اغلاق ميناء المخا: 

تم اغلاق هذا الميناء الحيوي بالنسبة لمحافظة تعز وتوجيه السفن الى الحديدة أو عدن بعد الوحدة والهدف هو إثقال كاهل مواطن تعز بزيادة سعر البضاعات تأديباً لتعز.

3- المحجر الصحي: 

دول الخليج بمافيها السعودية ليس لديها محجر صحي للحيوانات، إقتصاديون تقدموا بفكرة المحجر الصحي لليمن والخليج.
وكشفت الدراسة أن عائدات هذا المشروع الاقتصادي ستبلغ أرقاما فلكية، لكن الحرمان الممنهج قذف تلك الدراسة في نفق الحرمان..! 

4 - طريق صبر العروس: 

تكاليف هذه الطريق ليست بالكثير رغم صعوبة الشق والتعديل وصولا الى التعبيد..!
غير أن نفق الحرمان التهم الموازنة القادمة من متبرع ثلاث مرات! 

هل تصدق أيها القارئ أنه تم اقامة أسانسير في منطقة ثعبات أسفل جبل صبر أيام الراحل الحمدي رحمه الله لإيديصال غذاء ومواد الحماية الأمنية في العروس، 
لكن توقف الأ سنسير اواخر سبعينيات القرن الماضي؟

5 -حضر المتبرع اخيرا وقدم المبلغ 13مليون دولار، نعم 13 مليون لا غير وتم شق وتحسين وتعبيد هذا الشريان الاقتصادي بواسطة شركة خاصة، فتمزق كبد الفجور السياسي حقداً وكمداً..!

6 - تعز تحترق عطشا: 

حرمت تعز شربة ماءنقية، والسبب
جفاف الآبار وتهالك القنوات.

هبت رياح إنقاذ تعز بفضل من الله ثم بفضل محبي تعز ، وذلك في مطلع الالفية الثالثة وتم تقديم منحة وفقاً للدراسة بلغت
229مليون دولار لإقامة محطة تحلية بالمخاء واصلاح الشبكة المتهالكة غير أن الحقد الاسود أصر ان يكون 30% للولد المدلل، وتوقفت المنحة وهاهي تعز تعيش جحيم عطشها.

  7- عام2007 أعضاء الغرفة التجارية بتعز، تقدموا بدراسة استثمارية في مجال السياحة وحدائق العاب في أعلى صبر،أو أي مكان فيه صالح لهذه المشروعات، وحسب الناطق فقد صدرت أوامر منع غير مبررة، وأردف قرار الحرمان بعدة قرارات، أحد هذه القرارات فقط، تضمن منحة بقطعة أرض املاك، شمال سوفتيل بلغت 3500 قصبة، بإسم شخصية اطلق عليها صفة شيخ،والحقيقة هي أنه تم طبخ بطائق مشيخ لعدد من أقارب العشيرة الحاكمة. 

8 - توزيع أراضي: 

ساحل مديرية ذو باب،
وسواحل المخا والمناطق المجاورة تم توزيع مساحات شاسعة في هذه الأماكن، وياليت التوزيع شمل واحداً من جوقة المطبلين من أبناء تعز!

9 - تعميم غير مكتوب: 

في جلسة خاصة قبيل الانتخابات البلدية عام 2001 نطق قرار الحرمان اسمعوا : إن فازت شلة دعم الحرمان بالأغلبية فلنا قرار، انتبه ايها القارئ فلنا قرار،
وما لم فا لعقاب هو التوريد المركزي لعائدات ايّة مؤسسة بلغت 20مليون ريال في العام!

بطبيعة الحال فاز حزب الحرمان بالاغلبية، 
لكن قرار العقاب نفذ واستمر..!

10 -العهدة على الراوي: 

تم إحالة قرابة 250 مهندس نفط للتوظيف في وزارتي التربية والعدل والسبب غالبيتهم من تعز، وتم استبدالهم بعناصر من القرن الافريقي..!
 
حقائق مختلفة من الحرمان تعكس حقداً طائفياً واضحاً إلى حد القرف، تعمدنا إغفالها، عملاً بالمثل العربي القائل: 

حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق. 

اخي القارئ : نكون هنا قد اقتربنا خطوة ثانية نحو إجابة السؤال : لماذا تعز..؟

  نلتقي مع الحلقة الثالثة.


Create Account



Log In Your Account