السبت 14 يونيو ,2025 الساعة: 04:10 مساءً
بسبب غياب العديد من الخدمات العامة الأساسية للناس، في الكثير من المناطق والمدن اليمنية، انعكس ذلك سلباً على حياتهم وأوضاعهم الإقتصادية، والمعيشية، والإجتماعية، وغيرها.
الكثير من هذه الخدمات، تمثل أهمية كبيرة، للفرد والمجتمع، سواءً على مستوى الريف، أو الحضر، وبالتالي نجد بأن غياب خدمات كهذه، تؤثر بصورة وأخرى، على كأفة نواحي الحياة، وتؤدي آنئذ إلى بروز الكثير من الإشكالات، التي ربما لا يمكن تفاديها، أو معالجتها مستقبلاً، لأن تأثيراتها لم تعد بسيطة، وأمر كهذا، هو ما أثر بشكل جلي، على حياة المواطنين بدرجة كبيرة، ومنها في الأساس، خدمات المياه، الكهرباء، الصحة، النظافة، وإلخ.
ولذلك نرى، بأن غياب خدمات كهذه، ترتبت عليه مؤخراً، بروز أو إنتشار العديد من الأمراض، والأوبئة، المعدية، والقاتلة، ومنها: الكوليرا، التيفوئيد، الإسهالات، حُمى الضنك، وغيره.
وإن كانت بعضاً منها، هي موجودة، أو مستوطنةمنذ فترة سابقة، إنما لم تكن بتلك الصورة، التي هي عليه الآن، حيث أضحت الكثير من المناطق، والمدن اليمنية، تعاني من هذه الأمراض، وبصورة كبيرة، كتعز، عدن، أبين، لحج، إب، الحديدة، وغيرها.
ويعود ذلك لما تعانيه معظم هذه المدن، من شحة أو نقص حاد في خدمات المياه، إن لم تعد تتوفر فيها تماماً، إلا نادراً وأمر كهذا، هو ما أدى إلى إنتشار مثل هذه الأوبئة، في وسط مواطنيها، من ما أدى آنئذ إلى حصد، أو فتك العديد منهم، نتيجة لغياب تلك الخدمات، وبصورة ربما تكاد غير معهودة.
الأمر الذي أثر عليها في نهاية المطاف وعلى أُناسها، الذين لم يعد لهم من مخرج، سوى رفع أيديهم إلى السماء، كي ينقذهم رب العالمين من هذه المأساة، التي يعانون منها في الوقت الحاضر.
لأن الجهات المعنية، في تلك المدن، هي مُغيبة أساساً، ولم يُعد لها أي دور يذكر، بقدر أن خدمات كهذه، أصبحت إن لم نقل تحولت في الغالب، إلى خدمات تتبع أفراداً متنفذين، أو إلى قطاعات خاصة، وهذا ما هو ماثلاً، في مدينة تعز، ناهيك عن المدن الأخرى، ولا ريب بأن وضعاً كهذا، هو ما أثر بصورة غير عادية، على حياة الناس جميعاً، حيث لم يعد بمقدور الفرد، أو المواطن، في تلك المناطق على مجاراة الأسعار الخاصة بوايتات المياه، بدليل أن سعر وايت المياه بتعز، يبلغ بنحو (١٢٠ ) ألف ريال، والله إنه لأمر غريب، وعجيب بأن تصل الأمور إلى هذا الحد، من العبث بحياة الناس، بينما الجهات المعنية تغط في نوم عميق، ولا يهمهم من الأمر شيئاً، سوى ترتيب أوضاعهم أو اللهث، أو الجري وراء المال.
كذلك الحال بالنسبة، لخدمات الكهرباء هي الأخرى، تكاد تكون منقطعة عن الأحياء، والمساكن، طوال اليوم، وإن توفرت فهي لساعة أو ساعتين فقط، وتعود العمل بالتيار حتى صباح اليوم الثاني من الأسبوع، وهذا ما يحدث في مدينة عدن وبقية المناطق الجنوبية الأخرى.
أما في تعز، حدث ولا حرج، حيث لم يعد هنالك خدمات للكهرباء، إلا ربما في بعض الأحياء، والمناطق.. لإن خدمات مؤسسة الكهرباء تحولت معظم محولاتها، إلى قطاع خاص، كما أن قطاع الصحة، هو الآخر لم يُعد يؤدي خدماته، كما كان حاله أثناء الفترة الماضية، بل تحولت خدماته إلى قطاع قائم، وعلى جني الأموال من المواطنين، مقابل تقديم خدماته الصحية والطبية.
وأما قطاع النظافة، هو أيضاً ليس له أثر على مستوى الواقع، حيث أصبحت القمائم مكدسة بالأحياء، والشوارع، نتيجة لغياب الرقابة والمتابعة عليه، من قبل الجهات المعنية.
وبالتالي، نأمل من الجهات المسؤولة، في الدولة، من الوقوف أمام مشكلات كهذه، والعمل على حلها، وسرعة توفرها، لإن خدمات كهذه، لم تُعد متوفرة كما كان عليه الحال في السابق.