الأحد 29 يونيو ,2025 الساعة: 08:46 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
على الرغم من توقف المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، لا تزال ميليشيا الحوثي في اليمن تسير في اتجاه مختلف، حيث أعلنت السبت الماضي استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي من نوع "ذو الفقار" باتجاه منطقة بئر السبع. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض الصاروخ وسماع دوي انفجار شرقي المنطقة، بينما أشار الجيش الإسرائيلي إلى تفعيل صفارات الإنذار في محيط الموقع.
المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، زعم تنفيذ عمليات أخرى خلال الأسبوع الماضي استهدفت مواقع إسرائيلية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع، باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة، في إطار ما وصفه بمواصلة الضغط حتى وقف الحرب على غزة. غير أن تل أبيب لم تؤكد تلك المزاعم.
وفي خطابه الأخير، أكد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استمرار إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، فيما اعتبر مسؤول أميركي رفيع – هو اللفتنانت جنرال ألكسوس جرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأميركية – أن الجماعة "ستمثل تهديداً مستمراً" للولايات المتحدة، وذلك خلال جلسة استماع في الكونغرس.
دعم إيراني متراجع... وتخوف من مواجهة
الباحث المصري في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي، رأى في تصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط، أن تراجع قدرات إيران بعد الضربات الإسرائيلية سيؤثر على أذرعها في المنطقة، وعلى رأسها جماعة الحوثي، التي قال إنها قد تُستخدم كورقة أخيرة لتجديد التصعيد أو قد تُضحّى بها في حال احتاجت طهران لحماية برنامجها النووي والصاروخي.
بدوره، أشار مركز اليمن والخليج للدراسات إلى أن الجماعة الحوثية تجنبت التصعيد المباشر إلى جانب إيران خلال المواجهة الأخيرة، خشية العودة إلى دائرة الاستهداف الأميركي، لا سيما بعد اتفاق تهدئة تم التوصل إليه برعاية عمانية وأُعلن عنه في مايو الماضي.
ورجّح المركز ذاته أن الجماعة أحجمت عن الانخراط الكثيف في الصراع بسبب تخوفها من "الانكشاف الاستخباراتي" أمام إسرائيل، ما دفعها إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية والاحترازية لحماية قيادتها.
استعدادات إسرائيلية وهدنة هشة
وفي المقابل، تبدو إسرائيل في طور الاستعداد للتعامل مع الجماعة، إذ كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن إصدار أوامر للجيش بوضع خطة للتعامل مع الحوثيين، على غرار ما تم مع طهران.
الباحث السياسي اليمني صلاح علي صلاح أشار في حديثه لـالشرق الأوسط، إلى أن عودة الحوثيين لتنشيط هجماتهم قد تسرّع من الضربة الإسرائيلية المرتقبة، موضحًا أن اليمن بات مركز اهتمام استخباراتي إسرائيلي حاليًا، لرصد تحركات الجماعة ومواقعها العسكرية.
وأضاف أن الجماعة تتحرك بدورها لتأمين وجودها من خلال التصعيد الداخلي والأنشطة الاستخباراتية لمواجهة أي اختراق محتمل.
تصعيد داخلي... وانكفاء إقليمي
وفي الوقت الذي تبدو فيه الجماعة منكفئة عن الدور الإقليمي، تتصاعد أنشطتها العسكرية في الداخل اليمني، لا سيما في جبهات مأرب وتعز والضالع، في خرق صريح للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
الباحث السياسي اليمني فارس البيل رأى في تصريحاته للصحيفة أن الحوثيين فقدوا القدرة على لعب أدوار إقليمية كبرى بعد التطورات الأخيرة، مرجّحًا أن تُستبعد الجماعة من أي ترتيبات سياسية مستقبلية في حال التوصل إلى تفاهم شامل بين إيران والغرب، مما يجعل مصيرها غامضًا ومعتمدًا على قدرتها على البقاء داخليًا، بعيدًا عن المظلة الإيرانية.