الإثنين 28 يوليو ,2025 الساعة: 05:18 مساءً
ربما لا يُصدّق أبداً، إن قلنا بأن مدينة تعز، تعيش منذ فترة ليست بالقصيرة، أزمة مياه خانقة، ولا تزال تعاني هذه المشكلة حتى اللحظة الراهنة، رغم إنها كانت تملك عدداً من الآبار، داخل مدينة تعز، وخارجها، وهي ما يقرب من عشرة آبار، إن لم تكن أكثر.
بعض هذه الآبار كانت توجد في وسط المدينة، وبعضها تقع في منطقة الحوجلة بالقاعدة، والآخر منها، توجد في منطقة الضباب، ولكن للأسف هذه الآبار تحولت بين ليلة وضحاها، خارج إطار المؤسسة العامة للمياه، إلا بالقدر اليسير.
لكن الأزمة بلغت مستوى غير مسبوقاً بانعدام مياه الشرب.
أضحت معظم أحياء، وحارات تعز، لا تصل إليها مياه المؤسسة، ويضطر المواطن لشراء المياه، من المؤسسات الخاصة، القطاع الخاص، وهذه الحالة لم تكن بعيدة، عن أنظار الجهات المعنية بالمحافظة، بل هي تدرك ذلك، ولكنها ساكتة أو صامتة عنها، ولم تحرك ساكناً.
يمكنني القول: بأن أزمة المياه في تعز، هي أزمة إفتعال وتلاعب، في هذا الجانب، من قبل أشخاص لهم نفوذ، وجاه، وقوة، في تعز، سواءً أكانوا مسؤولين فاسدين، أم أصحاب قطاع خاص، أم تجار حروب.
كما ندرك تماماً، بأن مدينة تعز، لم تكن يوماً ما، تعاني أزمة مياه، بقدر ما كانت مكتفية من ذلك، ولم يكن هنالك أي إشكال في هذا الجانب.
إذاً أود القول، بأن الأزمة في تعز، هي في الأساس أزمة ضمير، ولم تكن أزمة مياه، بل إن أمراً كهذا، يعود لسوء الإدارة، من ناحية، ومن ناحية أخرى السيطرة لعدد كبير من هذه الآبار من قبل أولئك الخارجين عن النظام والقانون، وبعضها سيطر عليها بعض النافذين في تعز، والأهم فيها يقع تحت سيطرة جماعة الحوثي، كما هو الحال لتلك الآبار الواقعة في منطقة الحوجلة، مدينة القاعدة، ولكن كما سمعنا مؤخراً، بأن هنالك تشاور وتفاهم، جرى مؤخراً بشأن هذا الأمر، ما بين الجهات المعنية بمحافظة تعز، وجانب الحوثي، بخصوص البدء بتشغيل الآبار، من منطقة القاعدة، الخاصة بالتغذية للمياه، والتي تمتد إلى داخل مدينة تعز.
ولكن لا نعلم هل تم تنفيذ هذا الإتفاق، في هذا الجانب، أم لا، الأمر الذي ينبغي علينا أن ندركه، هو أن محافظة تعز، كانت بصدد مد المرحلة الثالثة، من عملية تحلية مياه البحر، إلى مدينة تعز، وغيرها، وعلى حساب دولة الكويت، بما فيها أيضاً المرحلة الأولى والثانية، ولكن للأسف، تم التلاعب بتمويل المرحلة الثالثة، من قبل أولئك الفاسدين بالجهات المعنية في تعز ، وحولتها إلى أماكنها الخاصة.
وهكذا جرت الأمور في هذه المدينة، وعلى ذلك النحو الغير مسؤول، و وغير إنساني وبالصورة التي هي عليها حالياً، من ما تعانيه من أزمة مياه، فيما المسألة هي حقاً مفتعلة، من قبل بعض الأطراف هناك، في حين الجهات المعنية تقف عاجزة، عن إيجاد الحلول والمعالجات السريعة، لهذه المشكلة.
وفي الحال نفسه ندرك جيداً، أو كما قلنا آنئذ، بأن أصحاب النفوذ هم من يسيطرون، ويعبثون بكل شيء في هذه المدينة، إذاً.. لنا أن نقول.. في هذا السياق، بأن الأزمة في مدينة تعز، هي ليست أزمة مياه، بقدر ما هي أزمة ضمير.