الثلاثاء 29 يوليو ,2025 الساعة: 04:22 مساءً
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، لليوم الثالث على التوالي، في ظل موجة غضب متنامية نتيجة الانهيار التام في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، وسط اتهامات متزايدة للسلطة المحلية والمجلس الانتقالي بالفشل والفساد.
وشهدت المدينة، صباح اليوم الثلاثاء، شللاً شبه تام، بعد أن أغلقت المحلات التجارية أبوابها وتوقفت الحركة في الشوارع الرئيسية، استجابة لدعوات العصيان المدني التي أطلقتها لجنة التصعيد الشعبية، في حين امتدت الاحتجاجات إلى مدن الشحر والغيل وشحير.
وبالتزامن، سجل انقطاع شبه كلي للتيار الكهربائي تجاوز 40 ساعة، وانقطاع في المياه بعدد من الأحياء، ما زاد من حدة المعاناة. ووجه المحتجون اتهامات مباشرة للمجلس الانتقالي والسلطة المحلية بالانشغال بصراعات النفوذ وتجاهل مطالب السكان.
وأفادت مصادر محلية بإصابة أحد المواطنين برصاص قوات أمنية خلال تفريق احتجاج، نُقل على إثرها إلى المستشفى، في أول حادثة إصابة مباشرة تُسجَّل منذ اندلاع التظاهرات.
الاحتجاجات التي دعا منظموها إلى استمرارها حتى تحقيق المطالب، شهدت مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، وسط مطالبات بإقالة المسؤولين المحليين، وتوفير الخدمات، ومحاسبة الفاسدين، ووقف ما وصفوه بـ"العبث بالثروات والإيرادات".
وفي تصعيد ميداني، أغلق المحتجون طريق شحير الدولي، وانتشروا قرب ميناء المكلا وشركة النفط، كما لا تزال المئات من الشاحنات عالقة على مداخل المدينة، بينها ناقلات أسماك مخصصة للتصدير.
وفي أول تعليق رسمي، أصدرت اللجنة الأمنية بحضرموت بياناً عبّرت فيه عن تفهمها لغضب الشارع، نافية وقوع قتلى أو إصابات، ومحذّرة من استهداف المنشآت العامة ومحاولات "زرع الفتنة وجر حضرموت إلى الفوضى". ودعت إلى التعبير السلمي، مؤكدة أن السلطة المحلية تبذل جهوداً لتجاوز الأزمة.
من جهته، قال وكيل محافظة حضرموت، حسن الجيلاني، إن قواطر المشتقات النفطية في طريقها إلى محطات التوليد، داعياً المحتجين إلى تسهيل مرورها لما تمثله من أهمية في التخفيف من معاناة السكان.
يُذكر أن شرارة الاحتجاجات انطلقت الأحد، عقب وقفات شعبية في عدد من الأحياء، مع تزايد موجات الحر والانقطاعات المتكررة، لتتحول سريعاً إلى حركة احتجاج واسعة غير مسبوقة في المدينة الساحلية.