الأحد 21 سبتمبر ,2025 الساعة: 04:35 مساءً
حذّرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية جديدة في اليمن، متوقعة أن يواجه 18 مليون شخص جوعاً حاداً، فيما قد تنزلق 166 مديرية إلى مستوى الطوارئ نتيجة انعدام الأمن الغذائي. وأكدت أن هذا أسوأ توقع للوضع الإنساني في البلاد منذ عام 2022.
وذكر التحديث الشهري لمكتب الشؤون الإنسانية أن اليمن أصبح ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن ما يصل إلى 41 ألف شخص معرضون لخطر ظروف شبيهة بالمجاعة إذا لم تتوفر مساعدات عاجلة وواسعة النطاق.
وأشار التقرير إلى أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً، إذ يواجهن ضعفاً متزايداً بسبب نقص الغذاء، فيما أفادت أسرة من كل ثلاث أسر بعدم حصولها على طعام طوال 24 ساعة كاملة في منتصف العام الحالي.
وأرجعت الأمم المتحدة الأزمة إلى انهيار الاقتصاد، واستمرار الصراع، والصدمات المناخية، وتدهور الخدمات الأساسية، لافتة إلى أن تقلب العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والبطالة جعلت المواد الأساسية بعيدة المنال عن ملايين اليمنيين. كما حذّرت من أن 5.1 مليون مزارع و9.7 مليون مربي ماشية يواجهون خطر فقدان مصادر رزقهم بسبب الجفاف والفيضانات.
وفي ظل هذه التحديات، أكدت الأمم المتحدة أن تمويل خطة الاستجابة لا يزال عند 10 في المائة فقط، بعد تلقي 109 ملايين دولار من أصل 1.1 مليار دولار مطلوبة للعام الحالي، محذّرة من أن التخفيضات الكبيرة في التمويل قد تدفع البلاد إلى مزيد من الاضطرابات.
وبالتوازي، أطلق فريق الأمن الغذائي والزراعة خطة عاجلة بقيمة 241 مليون دولار للتدخل في المناطق الأكثر تضرراً، فيما يخطط صندوق اليمن الإنساني لتخصيص 20 مليون دولار لمعالجة الحالات الأشد خطورة من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.
وأكد مكتب الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية العاجلة تبقى أولوية قصوى، لكنه شدّد على الحاجة إلى حلول طويلة الأجل تشمل استقرار الاقتصاد، والسيطرة على التضخم، واستئناف صادرات النفط، والاستثمار في الزراعة وسبل العيش، للحد من الاعتماد على المساعدات الإنسانية.