الإعتراف بالخطأ بداية التصحيح
الجمعة 03 أكتوبر ,2025 الساعة: 03:11 مساءً

عشر سنوات مرّت منذ الانقلاب، تاهت اليمن وتشتتنا في الأرض. لم نحتفظ من التاريخ سوى ببراعة رشيقة في الاحتفالات ، وحماس مؤقت في الأعياد الوطنية. لا سردية موحّدة لما حدث  صغنا ، لدينا ثمان سرديات بعدد اعضاء المجلس الموقر ، لم نبور توصيف قانوني جامع لما جري أمام المؤسسات القانونية والحقوقية الاعلامية  ، بل  رواية التي  حقيقة ما جرى مبعثره بحسب الرايات . ثم نرفع أصابع اللوم على البعض لماذا يعرف اليمن بالحوثي؟!

الحقيقة أننا نحن من قدّم له ذلك على طبق من الانقسام. انغمسنا في الخلافات الصغيرة، التافهه ، وتخندقنا خلف أجندات غير يمنية مدفوعة ، فيما الآخرون — السوريون مثلا — اختلفوا طوائف، لكنهم وحّدوا الهدف. عملوا في كل الحقول، وطرقوا بصمت كل أبواب التأثير. صاغوا سردية سورية متماسكة، جعلت السياسي والحقوقي والإعلامي وحتى الشارع الأوروبي يتعاطف معهم.

حفظوا الملفات، وثقوا بحرفية، خطاب اعلامي مسؤل ، محتوي واضح وجاد ، فصار لوجعهم شكل ومكان في الذاكرة الدولية. أما نحن، فبوصلتنا ضاعت؛ تركنا من أسقطوا الجمهورية يعربدون ويشوّهون، فيما اكتفينا بالصراخ والارتهان.

بعد عشر سنوات، لا مجال للإنكار: فشلنا. خسرنا الرواية، وخسرنا التعاطف، وخسرنا احترام العالم ، للاسف قيادتنا قادت كل هذا الانقسام والفشل ، ذهبوا الي نيويورك محملين بالانقسام ، وسفاراتهم تزرع الانقسام في كل دولة ، واليوم، إذا لم نعد النظر في واقعنا، وفي أدواتنا، وفي مشروعنا ذاته، فإننا نمنح خصومنا نصراً مجانياً، ونقدّم اليمن قربانًا على مذبح العبث.


Create Account



Log In Your Account