في الاخير : التخلي عن المرجعيات الثلاث
السبت 22 سبتمبر ,2018 الساعة: 09:23 مساءً

منذ خرجت من السجن في ٢٠ مايو ٢٠١٦ وأنا أقرأ ما يكتبه المحللون الغربيون عن اليمن ، ودائما يصيبني الضيق والغم والكرب من كل ما يكتبونه.

بعض أصدقائي كان يقول لي "طز فيهم"، فنحن معنا شرعية وقرارات مجلس أمن وفوق كل هذا معنا السعودية التي لن تقبل بانتصار انقلاب الحوثي وإيران.

 

وكنت أرد:

"إنهم يخلخلون الأرض من تحت منطقكم ودعاوي الحق والشرعية التي نصيح بها المساء والصباح."

وسيأتي اليوم الذي تبلع فيه الأمم المتحدة نفسها ومبعوثيها وموظفيها قرارات مجلس الأمن مثل كل قراراته السابقة.

وجاء هذا اليوم، هذا اليوم!

بلع أنطونيو قرارات مجلس الأمن- هذا اليوم- وقال بأن مشكلة اليمن معقدة ويجب البحث عن مرجعيات جديدة.

وهذا هو نفسه، ما كان يجعلني أصيح بعد كل تقرير أو مقالة قرأتها للمحللين البريطانيين في تشاتهام هاوس- لندن أو الألمان في مجموعة الأزمات الدولية أو الأمريكان المنتشرين في مراكز تفكير ورسم السياسات العديدة في واشنطن.

كل منطق المحللين الغربيين والذي استند عليه السكرتير العام ل #لأمم_المتحدة أنطونيو جوتيريس يرتكز على إخفاقات الشرعية والتحالف في المسائل التالية:

• إخفاق في إلحاق الهزيمة العسكرية بالحوثي

•إخفاق في إدارة المناطق المحررة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وإنسانيا

•خلق تكوينات عجيبة من قبل #الإمارات مثل المجالس الإنتقالية وقوات النخبة في شبوة وحضرموت، ثم الإستدلال على أن هذا شيئ لا يمكن تجاوزه في حل مشكلة اليمن

•العلاقة بين حكومة الشرعية ومحافظة مارب ودخل النفط والغاز، والإستدلال بأن وضع أعوج حتى في المناطق تحت حكم الشرعية

•الأشياء العجيبة التي نسمعها عما يجري في محافظة المهرة من قبل #السعودية والتي ابتدأت تدخل في كتابات الغربيين

•وطبعا دائما لا ينسى المحللون الغربيون التذكير بقصف طيارات التحالف والضحايا المدنيين والمطالبة بوقف تصدير السلاح إلى دول التحالف

•المصيبة الكبرى في هؤلاء المحللين أن أحدهم قال لي حرفيا:

"إنه لمن السخف واللا معقول أن يعتقد أحد، بأن اليمن يمكن أن يكون في المستقبل يمنا واحدا".

وكنت أكتب عن كل هذا أولا بأول.

على الشرعية والتحالف قراءة هذا الكلام وعدم الإستهانة بما يجرنا إليه فشلهم وإخفاقاتهم.

ويجب عدم الإستهانة بما يكتبه المحللون الغربيون

فهم يبدؤون بالتأثير على الرأي العام،

وبعدها على المشرعين في البرلمانات والكونجرس،

وبعدها على مراكز تفكير ووضع السياسات،

وبعدها على صانعي السياسات.

مطلع مطلع حتى تصل إلى صانعي القرارات.

وبعدها ندفع نحن الثمن.

 

*نقلاً عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account