المأزق السعودي في اليمن والنزق الإماراتي
الأحد 28 يناير ,2018 الساعة: 11:25 مساءً

نظام الحكم السعودي ليس شيطاني كما يردد المغالون في العداء للمملكة.
هو نظام عربي يعاني كبقية الأنظمة العربية من التخبط والتوجس والنزيف المتقطع أكان من طيش أو كان من سهم منفلت في علاقاتها بالآخرين، ويتغيير سلوكها حسب مزاج ورؤية الحاكم الأول.
لهم مشاكلهم الخاصة الداخلية كالفساد والمحسوبيه والمؤسسة الدينيه والوافدين والولايه على المرأة وتطلعات الشباب المتنور وحتى مشاكل صحية، وكثير من المشكلات كأي نظام.
هذا على الصعيد الداخلي أما على الصعيد الخارجي فمشكلة اليمن التي تؤرق المملكة فلاهي أحتوت الأئمة ولا هي بالقادره علي ضبط إيقاع عملها في اليمن.
حتى صالح الذي رعته لثلاثه وثلاثين عام؛ على رغم من عدم قدرته على التفريق بين الشقيقه التي والجار الذي، تمرد عليها في نهاية المطاف فلا أستطاع تأسيس دولة عائلية خاصه به ولانجح كراعي للمصالح السعودية في اليمن ولا حتى أستطاع حماية منزله وحفظ كرامته .
ومع التدخل الإيراني في اليمن أنتفضت المملكة للحفاظ على فناءها الخلفي بالشراكة مع الاشقاء في الامارات العربية المتحدة الذين تظل خبرتهم السياسية في اليمن دون القدرة والقدرات السعودية المهولة يجمعهم هدف واحد: إقتلاع إيران من خاصرتهم الجنوبية مع أطماع طبيعيه لدولة متوثبه ونزقه كالإمارات التي لم تتعلم من درس المملكة التي انفقت سيل من الأموال لكسب ولاء القبائل في الشمال والجنوب، فيما يشبه نظام المقاولة من الباطن لكن مع قبائل لاتعيش إلا على إقتصاد الحروب وتتفنن في الإرتزاق.
الأشقاء في الإمارات يسعون لحماية موانئهم لكن بالوسيلة الخاطئة.
فمع دورهم في مساندة الشرعيه كانوا يستطيعون كسب رضا شعب اليمن العاطفي بعديد من المشاريع التنموية وبذر المحبه بالطريقة الكويتية .. ومع الوقت سوف تبرم عقود مع شرعية ضعيفة وشعب طيب وبشروط تحقق لها مكاسب كبيرة لكنه طيش الأنظمة ونزق الفاعلين فيها.
ما يربط اليمن بالخليج، هو ما يربط الخليج بالخليج من مصالح مشتركه وتباينات وأطماع الشقيق بشقيقه، وكلها يمكن أن تجد الحلول بالحوار والتبادل والتكامل.
يا أشقاء الشقاء والشقيقة: لم نعد في عصر التعتيم وليس لغزا أن السلاح بيد المجلس الإنتقالي إماراتي، ولم يكن التغاضي السعودي عن بعض تصرفاتكم أحجية. الأمر أوضح من ذلك وطموحاتكم لاتقل عن طموح السعودية كما أنها ليست ببعيدة عن الأمل العماني والحلم القطري بالسيطرة عن قرب أو عن بعد.
العمل في اليمن ليس نزهة كما أن السيطره عليها بهذه الأساليب عديمة النفع وأقرأوا تاريخ الغزاة لهذا البلد من الملك أغسطس حتى الملكة اليزابيث، وحاشا أن تكونوا غزاة بل أشقاء وأخوة في الدين والنسب والعروبة، هي فقط نشوة التوسع تنزلق بكم لتهويمات الغزاة.
قليل من المراجعة ونستطيع العيش جميعا ولن نبخس جهودكم وسنعتبر هفواتكم وبعض القسوة سلوك الأخ الأكبر الذي لايريد إخوته إلا أتباع له ومسخرين لمجده!
أما الأدوات والأساليب النزقة والمتهورة في تعاملكم مع الملف اليمنى فإنها سوف توردكم المهالك وتقدمكم علي طبق ساخن لإيران وحتى لحلفائكم .
اليمن مخزون وخزانة لمن يتقن فن القيادة ويلتمس الحب والرحمى لشعبها، وهي جهنم ومتاهات لمن لا يتقن القياد ويحاول تركيع الناس أو الإستخفاف بهم.
ما يحدث في عدن كمن ينبش في فوهة بركان مليئة بالثارات والأحقاد والتنافس الغير مشروع، وحوله جماعات من الناس الطيبة التي طحنتها الحروب وأرهقها الرفاق والسباق، وأثخنتها القبائل المحيطة وجعلت منها قيص عثمان، الشيخ والخليفه.
لا حل لمشكلتكم في اليمن ولا لمشكلة اليمنيين وصونهم من أعداءكم وأعدائهم إلا بالتنمية والبناء والتكامل سواء كنا سوق مستهلك أو مالك للمواد الخام وأكان هذا الذخر بشري أو معدنى أو خدمي .


*المقال خاص بالحرف28


Create Account



Log In Your Account