لماذا هذا التكالب العالمي على غزة؟!
الجمعة 03 مايو ,2024 الساعة: 10:46 مساءً

ينظر بعض خفيفي العقول إلى أن هذا التكالب على غزة لأن حماس هي الفاعل السياسي فيها كونها تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المكروهة والمحاربة دولياً، وكذلك كونها ضمن المشروع الإيراني في المنطقة!

هذا الأمر غير صحيح، ومن التسطيح تماماً الاعتقاد بذلك رغم كونها ضمن أسباب وليست كل الأسباب.
المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل؛ إسلامية (حماس، الجهاد، كتائب المجاهدين)، وقومية (شهداء الأقصى، الوية الناصر صلاح الدين)، وعلمانية (كتائب الشهيد ابو علي مصطفى، كتائب المقاومة الفلسطينية)، ووطنية (كتائب الشهيد جهاد جبريل، كتائب الأنصار) كلها تقاوم لتحرير الأرض كقانون طبيعي وسنة من سنن الحياة وسنن التدافع والتي تقول: اينما وجد احتلال فلا بد من نشأة مقاومة للاحتلال.

الصحيح أن هذه الإبادة والتدمير الكامل لغزة وسياسة الأرض المحروقة كون المقاومة الغزاوية هي آخر شوكة للعرب في وجه المشاريع الاستعمارية والتمدد الإسرائيلي في المنطقة، وبالتالي القضاء عليها هو قضاء على كل محاولة لرفع الرأس أمام المشروع الاستعماري الحديث الصليبي الذي شوكته ورأس حربته إسرائيل؛ ولذلك كل هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل يأتي من خلال هذه الرؤية.

وبنظرة سريعة للضفة الغربية التي يحكمها محمود عباس، بتوافق ورضى إسرائيلي ودعم دولي، لم تسلم هي الأخرى من الجرائم الإسرائيلية التي قامت بمصادرة آلاف الهكتارات من الأراضي لبناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية بدعم أمريكي أوروبي لا محدود أيضاً، رغم كل الاتفاقات السابقة.

كذلك لم تسلم الضفة من الاجتياحات الإسرائيلية وارتكاب المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين، ناهيك عن التهديد الصريح لنتنياهو للسلطة الفلسطينية في الضفة أن الدور قادم عليها بعد الانتهاء من غزة رغم وقوف عباس سياسياً مع إسرائيل ضد المقاومة في غزة.

إيران التي تدعي دعم مقاومة غزة هي أول من كشف ظهرها وخذلها ولم تدعمها بشيء أمام كل الجرائم الإسرائيلية، وظهر أن صمتها صمت الرضى عما يحدث لغزة.

لو كانت المسألة مسألة مقاومة غزة أو حماس لكان المجتمع الدولي دعم عباس والسلطة الفلسطينية بكل مكوناتها لتوحيد الضفة وغزة، والانقلاب على سلطة حماس، كما تم في بلدان أخرى كالسودان مثلاً أو اليمن.

المسألة هي إزاحة عائق من طريق الاحتلال الحديث الذي سيأتي ويتمدد إلى بقية البلاد العربية وتكريس الواقع الضعيف للعرب في مقاومة الاحتلال الحديث.

ما يجري في غزة هو نفسه ما يجري في اليمن والسودان؛ لو أراد المجتمع الدولي إعادة السلطات السابقة وإزاحة سلطات ما بعد ٢٠١١ لفعل، ولكانوا دعموا طارق صالح بالعودة إلى الحكم مجدداً وإزاحة سلطات ما بعد ٢٠١١ أو الانقلاب الحوثي، ولو تم إعادة النظام القديم في اليمن لفضله اليمنيون كلهم أفضل من عصابات الحوثي الإرهابية.


Create Account



Log In Your Account