المعركة التي تجاوزت الإنقسامات
الأربعاء 13 مارس ,2019 الساعة: 12:57 صباحاً

قبيل الحملة على حجور، أصدرت جماعة الحوثي بيانا طويلا ذكرت فيه الاصلاح حوالي ست مرات متهمة إياه بتفجير الوضع في وجهها وأنه يتسبب بقطع الطرق ومهاجمة القبائل، وبعد ذلك بأيام تعرض الاصلاح نفسه لحملة تشكك بموقفه في حجور ومن جهات إعلامية  صمتت صمت القبور حين قال الحوثيون إن عناصر إصلاحية تتسبب بتعطيل تقدمها في المنطقة.

الواقع أن قبائل كشر كانت قد تمكنت من صد جماعة الحوثي مرات عديدة وفي أكثر من معركة معتمدة على مخزونها الاجتماعي ونسيجها المترابط  و الذي كان الى حد ما بعيد عن تأثير النخب التي عملت على تصدير حالة الإنقسام التي تعيشها الى كل جبهة تحاول أن تتماسك في وجه جماعة الحوثي حاملة راية الظلام وهو يحاول إستعادة أمجاده.

 كانت نقطة قوة حجور أنها متعافية من الثارات التي خلفها الصراع السياسي والذي حدث أن هذا التعافي  كان بحاحة لدعم وعناية من كل الأحزاب ومؤسسات وأجهزة الدولة وهذا مالم يتم للأسف وبينما رحنا في الاصلاح نصنع اسنادا وطنيا جامعا لحجور على مستوى الموقف السياسي والخطاب الإعلامي و هناك من حرص على الفرز والتقسيم داخل جبهة حجور التي كانت قد  انتفضت دون أن تلتفت لضغائن الساسة وشهوات الإنتقام التي تذلل للحوثي طريق التقدم فوق جثث اليمنيين وكرامتهم.

الفعل الرافض للحوثي  كان في الأساس مجتمعيا  أكثر منه سياسي، فالسياسية بأحزابها وبرامجها تحضر في  وقت السلم لا الحرب، ولأنها الحرب فإن الجيش هو المعني بإدارتها وهو وحده من يتحمل  ما يحدث داخل ساحتها، ومن الخطورة أن تستخدم قضايا كبيرة  تتعلق بمصير اليمن ومستقبل أجيالها  فقط من أجل النيل من الاصلاح وفي محاولة لإحراز نصر متوهم على حساب معركة البلد الكبرى.

لقد تمكنت قبائل كشر أن تقول بأن المجتمع اليمني قادر على خوض معركته اليمنية على قاعدة جديدة تنتمي لفترة ما بعد الإنقسامات الوطنية وتتجاوز آثارها السلبية وهي وإن خسرت  معركة إلا أنها لم تخسر صراع يوفر الحوثي كل يوم ألف سبب وسبب لخوضه .


Create Account



Log In Your Account