موقع أمريكي: الإمارات تزيد نفوذها في محافظات جنوب اليمن رغم "الانسحاب" من عدن
السبت 09 نوفمبر ,2019 الساعة: 08:09 مساءً
متابعات

قال موقع المونيتور الأمريكي إن الإمارات انسحبت من مدينة عدن جنوبي اليمن لكنها تزيد نفوذها في أماكن أخرى من المحافظات الجنوبية.

 

وزعمت دولة الإمارات العربية المتحدة مرة أخرى أنها انسحبت من اليمن في 30 أكتوبر/تشرين الأول، حيث سحبت قواتها من عدن قبل اتفاق سلام تم توقيعه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، لتوحيد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

 

وأوضح الموقع في مقال للكاتب البريطاني "جوناثان فينتون هارفي"، أنه وعلى الرغم من أن أبو ظبي زعمت أنها هزمت قوات العدو (الحوثيين) في عدن في وقت مبكر من الحرب، إلا أن الميليشيات المدعومة من الإمارات حافظت على وجودها بعد الاستيلاء على المدينة.

 

ووصف الكاتب تلك الخطوة بأنها "برجماتية واقعية"، مشيراً إلى أن أبوظبي لا تزال تدعم الميليشيات في أماكن أخرى في الجنوب، حيث تسعى لحصولها على النفوذ في البلاد.

 

وأشار الموقع إلى أن اتفاق الرياض الذي يهدف إلى دمج المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي في حكومة واحدة، يتطلب أن تسحب الإمارات قواتها العسكرية والميليشيات الانفصالية لتسهيل الاتفاقية.

 

وقال الكاتب "سبق أن أعلنت الإمارات انسحابها في الماضي عدة مرات، لكنها لم تتحدث عنها بوضوح. وفي الآونة الأخيرة، في 28 يونيو/حزيران، أعلنت عن سحب قواتها من المحافظات الجنوبية لمواجهة الحوثيين؛ لكنها استمرت في دعم ميليشياتها الانفصالية.0"

 

وتابع: علاوة على ذلك، فهي لا تزال تدعم القوات الانفصالية العاملة عبر الجنوب للتعامل مع "التهديدات الإرهابية"، وفقًا لبيان قيادة القوات المسلحة الإماراتية.

 

وقال الكاتب، إن "من الأهمية بمكان أن استخدام مثل هذا المظهر لمكافحة الإرهاب قد أتاح لأبو ظبي الفرصة لتوسيع وجودها في الجنوب طوال الحرب، حيث استولت ميليشياتها في نهاية المطاف على عدن. والأزيد من ذلك، هو أن أبو ظبي استخدمت خطاب مكافحة الإرهاب لتبرير شن غارات جوية على عدن ضد القوات الحكومية".

 

وأضاف: لا يظهر هذا فقط أن الإمارات لم تتراجع بعد عن دعمها للقوات الجنوبية، بل يبرز استخدامها لهذه الروايات المناهضة للإرهاب لتبرير وجودها.

 

ولفت إلى أن القوات العسكرية الإماراتية لا تزال تحتل تسعة مواقع عسكرية رئيسية، وفقًا لصحيفة العربي الجديد.  وتشمل هذه المواقع المخا وباب المندب وعدن وميناء العاصمة المؤقتة ومطار عدن ومطار الريان في المكلا وجزيرة سقطرى وجزيرة ميون وميناء بلحاف في محافظة شبوة المنتجة للنفط في جنوب اليمن.  .

 

ووفق الكاتب "حاولت دولة الإمارات احتلال سقطرى طوال الحرب. ففي مايو 2018، عملت بشكل كبير على زيادة وجود الميليشيات، مما أثار إدانة المسؤولين اليمنيين والنخب المحلية، وتحاول تأمين وجودها منذ ذلك الحين.  وتشير أحدث أعمالها هناك إلى أنها لم توقف طموحاتها للسيطرة على الجزيرة، والتي من شأنها أن تساعد في توسيع طرق التجارة العالمية".

 

 وتابع: كما هو الحال مع المزاعم السابقة بالانسحاب، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ عملية سحب للقوات من جزء رئيسي من الدولة مع فرض إرادتها في مكان آخر. في النهاية، تستخدم أبوظبي غطاء الانسحاب لإخفاء مساعيها للسيطرة على المواقع الجنوبية الأخرى.

 

وقال الكاتب إن ذلك يشير إلى أن دولة الإمارات لا تلتزم بشروط الصفقة. حيث أنها وبينما تتصارع مع نفوذ السعودية، فإنها لا تزال تسعى إلى تعظيم نفوذها على الجنوب.

 

وأضاف أن "مثل هذا الدعم المستمر للميليشيات الانفصالية يمكن أن يعرقل اتفاق السلام الأخير، خاصة وأن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات أشار عدة مرات إنه لن يقبل الوجود طويل الأجل لقوات هادي. خاصة وأن السعودية تسعى في وقت واحد إلى تمكين هادي. علاوة على ذلك، يرى الفصيل الانفصالي أن الصفقة فرصة لتأمين سيطرتها على الجنوب".

 

وتابع "بما أن السعودية تسعى للعمل أيضاً مع المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث التقى مسؤولو المجلس مع السعوديين عدة مرات في الرياض، فإن ذلك يدل على السعودية لن يكون لها تأثير أو ضغط على المجلس الانتقالي كما لن يكون لها ضغط على الإمارات. وفي نفس يملك المجلس نزاعاً مع الرئيس اليمني كما أن السعودية والإمارات لن تتنازلا عن تحالفهما رغم الانقسامات في اليمن وقد قامت الدولتين ببناء اتفاقية وتوحيد للتحالف في أوائل أكتوبر/تشرين الأول".

 

ويستدرك بالقول إن "الإمارات تنسحب مؤقتاً من عدن للحفاظ على تحالفها مع الرياض، وسلمت القوات السعودية المدينة منتصف أكتوبر/تشرين الأول. أما انسحابها في يونيو/حزيران فكان لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي بصفتها دولة تدعو للسلام".

 

وأكد الكاتب البريطاني، أنه وعلاوة على ذلك فبينما تفرض دولة الإمارات سراً إرادتها في جنوب اليمن، فإنها ستواصل تقويض حكومة هادي. إذ كان هدفها طوال الحرب. خاصة بعد إزالة هادي وصول موانئ دبي العالمية إلى ميناء عدن الاستراتيجي في عام 2012، مما ألغى الصفقة الموقعة من قبل الرئيس السابق على عبد الله صالح.

 

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى تعليق المجموعة الدولية للأزمات الذي يشير أن الصفقة التي تمت صياغتها بشكل فضفاض تمتلك مصطلحات غامضة. ولا يظهر أي من الطرفين إلتزاماً كاملاً ببنوده. لذلك، على الرغم من أن الوجود العسكري لدولة الإمارات يدعم الصفقة، فإنه يمكن أن يكون عاملاً هامًا في إثارة انهيارها.

 

-ترجمة: يمن شباب نت


Create Account



Log In Your Account