الجمهورية والإمامة في ثورة 11فبراير..!
الثلاثاء 11 فبراير ,2020 الساعة: 09:01 مساءً

عرفت الاصلاح عام 2004م في عدن بعد أن طردت من سكن رباط المشهور التابع للصوفيين لرفضي تقبيل يد حبيبهم ابوبكر المشهور مكتفياً بالمصافحة، فبادر مديره واسمه نزار وأخوه رمسيس بطردي ليلاً من السكن.

انتقلت بعدها للسكن مع شباب إصلاحيين كانوا قد وجدوني بساحة العروض أثناء خروجي من مقر نومي جولة فندق عدن ذات الهواء النقي والفرش الوثير.

تعرفت على الإصلاح حينها وحتى بداية 2011م بصنعاء التقيت بقيادي اصلاحي لأول مرة دار بيننا نقاش حاد ، انتهى بأن الاصلاح لن يخرج للساحات الا بعد أن يخرج الشعب الذي اتهم الاصلاح في 2006م حد قوله بالمخربين،  وحينها قال لي ضاحكاً : إذا كنت ترى أن الاصلاح بهذه الصورة فأنصحك بالخروج منه يا ابني!

أخبرني الزميل عبدالباسط القاعدي بعد ذلك أن هذا القيادي هو الاستاذ أحمد القميري واصفاً إياه بأنه الطف قيادي! 

حينها قلت للقميري إذا، واعتباراً من اليوم 20يناير 2011م فأنا واحد من الشعب وسأخرج للساحة مع الشعب وجمعه وجماهيره ولا أعرف ما سواه من أحزاب بما فيهم الاصلاح. 

كان ذلك قبل 11فبراير ، و بعد يوم اعتصامي كبير امام النائب العام في مذبح للمطالبة بالافراج عن الناشطة توكل كرمان 21يناير 2011م.

عدنا من مذبح ونصبنا الخيام أمم جامعة صنعاء ومع جموع شبابية شعبية خالصة ووجوه لأول مرة أراها حينذاك وفي ساحة خالية من الأحزاب، رأى الشباب هناك بعدما عرفوا أنني صحفي، أنني الأنسب لأدير المنصة، و كنت من الثوار في الساحة،  الذين يطالبون بأن تكون الثورة ضد النظام السابق وكل المنظومة التي فشلت في إدارة الدولة قبل 2011م من حزب حاكم ومعارضة، مشترطاً عدم التلويح بأي عمل أو خطاب أو شعار ضد الحزبية كونها من صميم الديمقراطية،  ومكونات الدولة و بذات الوقت، رفضت أن يرفع شعار لا حزبية ولا أحزاب.

لم يكن هناك من يدعمني الا الكاتب نبيل البكيري بقيمة سندويتش وعصير من الكافتيريا المقابله للمنصة،  وكنت دائماً ما أرفض أن تتحول المنصة لمنبر خطابة عن أي خطابات غير ثورية حتى أنني ذات مرة رفضت صعود هزاع المسوري المنصة بعد خطابة السابق وكان معه محمد الحزمي، مشترطا عليهم قول ما يشاءون بمساجدهم،  فدهس علي المسوري وصعد ليخطب كما لو أنه في منبر مسجده وبكل إحترام توقف الحزمي عند حده، متكئاً على عمود "الايمان يمان والحكمة يمانية" الرفيق الصامد لمنصتنا ولم يصعد إلا بعد وعده بأن يبقى خطابه ثوري فقط..

جاء أحمد سيف حاشد وجموعه وقال لي أن المنصة تتبعه، فقلت له المنصة ليست ملك لأحد وهي لكل من لديه خطاب ثوروي،  وبعد إصراره قام بعد ذلك بفترة، بعمل منصة خاصة له ، وبعد سيف حاشد، جاءت توكل كرمان لتقول نفس مقولة حاشد أن المنصة تبعها وكان ردي لها نفس ردي لكل السابقين. 

وعلى هذا اتفقنا : كل من لديه برنامج خطابي في خضم الثورة فالمنصة له، حتى اختلط الحابل بالنابل،  ومع 11فبراير تدفقت الجموع والإنضمامات حتى دخل الحوثي ساحتنا،  معلنا تخليه عن السلاح ولم نعارضه ولم نعرف مداركه أو أهدافه لانشغالنا بإسقاط النظام العفاشي فقط، وهكذا نكاية بعفاش،  رحبنا بعدو الجمهورية في صفوفنا دونما إدراك مننا،  مرتكبين خطأ جسيما لم يدركه إلا القليل الذي أنا لست منهم. 

اشتغلت مكون الصمود داخل الساحة حتى بعد خروجي من المنصة بعد استحواذ إصلاحي عليها، وكان يتردد علي أحد شباب الساحة، يقنعني بالعودة للمنصة لأمثلهم دون أن أعرف من يكون واعدا إياي بدعم كامل من مصروف وراتب ووظيفة، وكنت أرد عليه وعلى أمثاله : أنا صحفي وموقعي الميدان وليس المنصة،  وليست هي حكراً علي وحان الوقت للبقية أن يعتلوا المنصة وأنا دعوني اخالط المسيرات و أعيش وسط الساحة دون أي انشغالات غير مهنتي. 

ذات الشخص تردد علي بالقرب من تسجيلات الإيمان لمحاولة عودتي للمنصة تحت دعمهم حتى شاهدني الكاتب نبيل البكيري، ليكشف لي بعدها أن ذاك الشخص هو عبدالله المداني، تقريباً لا اتذكر اسمه الصحيح،  وهو من شباب الصمود لتتكشف لي بعدها حقائق كثيرة أهمها النية المبيته من هؤلاء أنهم وجه ناعم للحوثي والمشروع الهاشمي ولذا ابتعدت عنه تماماً،  لأعرف بعد فترة أنه استقطب كثير من الصحفيين والكتاب والنشطاء لتجميل وجه السلالة ومشروعهم الكهنوتي. 

مضت الأيام وكانت الحقائق تأتي بالتقسيط المريح، وكانت الصدمات لا تتوقف، فقد شاهدت القومجيين واليساريين وكل من يعادي الاصلاح ، يقفون بصف حركة الصمود التي كشفت عن ساقيها في 21سبتمبر 2014م .إنها صمود لأجل المشروع الإمامي الحوثي "أنصار الله".

قالوا حينذاك عنها إننها حركة فتية وصاعدة وعملية قيصرية،  وذهبنا جميعاً بدون استثناء وراء حماقاتنا باسم الحداثة والمدنية وهيكلة الجيش،  لنمثل لها شبكة مدنية ناعمة ، نكاية بعفاش ونظامة ليقابلنا عفاش نكاية بنا بدعمهم بالسلاح والمعسكرات.

نعم أخطأنا جميعاً وسقطت الجمهورية،  وداس الحوثي على رؤوس الجميع وحينها وقف الإصلاح وحيدا يدافع عن الجمهورية، وكان يفعل ذلك وهو يتلقى الضرب من كل اتجاه حتى من شركاءه في اللقاء المشترك:  اشتراكي ، ناصري وبعث ، باستثناء حزبي الحق والقوى الشعبية الذين مثلوا باكراً حاضنة للحوثي من بعد ثورة 2011م.

أصاب الاصلاح أكثر مما أخطأ وأخطأ البقية اكثر مما اصابوا ولا يزال حتى هذه اللحظة يتلقى سهام الغدر والنيل من معظم المكونات، التي رأت أفعال الحوثي باستثناء قله قليلة داخل هذه الأحزاب التي تدرك خطر المشروع الإمامي الهاشمي، ولكنها بلا قرار عبرت عن آرائها بكل قوة و اصبحت تتلقى ذات السهام تحت يافطة الإخوان أو غيرهم. 

كان شباب الاصلاح يتلقى لوم مواجهته لحركة الصمود الحوثية في ساحة التغيير وكذا بعد 2014م وقبل مارس 2015م وبعد عاصفة الحزم،  كونها تهمة حتى أصبح ذلك عملا شريفا حاولوا يجردوه منه ويتهموه بأنه يعمل مع الحوثي. 

المعلم والمهندس والطبيب والخطيب الاصلاحي نزل لساحة المواجه لصد الغزو الحوثي للمدن وصمد وحيدا لفترة، حتى لحقه الكثير من أبناء الشعب اليمني تحت لواء المقاومة الشعبية في الشمال والجنوب وبعد أن أصبح ذلك العمل المقاوم عمل شريف حاولوا النيل من الإصلاح والإستهتار من قيادات المقاومة، فقط، لأن القائد أستاذ وكأنهم حينها كانوا يريدون من المعلم أن يحارب بالطبشور و مدرسته أنهارت عليه وعلى تلاميذه. 

حاربوا الإصلاح وهو يحاول منحهم شرف المقاومة ونسبوا له كل خطأ و كل إنجاز نسبوه لغيرهم وسط صمت الإصلاح من تبني أي انتصار، كي يجعل مواجهة الغزو الحوثي الكهنوتي شرف لكل حزب أو جهة أو  تكتل، وحط يديه بيد كل مؤتمري أو سلفي أو  اشتراكي رفع بندقيته بوجه الحوثي ، و آثر الصمت بوجه كل من لا يزال يعتقد أنها حرب حوثية إصلاحية. 

دفع الاصلاح بأفراده في عدن وقاوموا بكل بسالة، وعندما حان وقت النصر نسب ذلك النصر لغيره، و عند أول عمل لضم شباب المقاومة للجيش أسقطوا أسماءهم من الكشوفات، ليزجوهم للسجون ويضموا غيرهم ممن لم يطلقوا رصاصة واحدة في سماء الحوثي وليس إلى وجهه، إلى قوام الجيش والأمن فآثر الاصلاح الصمت مقدماً الغنيمة الوطنية على المكاسب الخاصة. 

في اغسطس 2017م  نال حلفاء الحوثي "مؤتمر صالح عفاش" قسطهم من الشكل الحقيقي لعداءه لكل أبناء اليمن وقتل زعيمهم وكثير حينها أدرك حقيقة الحوثي وتخلى عن حماقاته وذهب مسرعاً معلنا عداءه للحوثي،  وكان أول من رحب بهم هو الإصلاح وكل جمهوري من خارج الإصلاح ومن سبقهم من المؤتمر وحتى اليوم وكثير منهم صامدون يطالبون برص الصف الجمهوري ضد الإمامة وبعضهم ذهب وراء المشاريع التي دعمت الحوثي بالأمس وتدعم جيوش مرتزقة، ليعلن عداءه للإصلاح، وليس للحوثي، لذا تجدهم دائما ما يصنفون الجيش الوطني بأنه جيش الإصلاح مستمرين في سياسة النكاية وتشويه وجه الحقيقة دونما إعتبار مما قد حصل. 

يذهب الإصلاح مع كل جمهوري جنبا إلى جنب في معركته ضد العدو الأوحد ، ويصف الحاقدون غضبهم ونقمتهم من الجيش كونه حزب الإصلاح بعد أن أصبح يدرك تماماً أن رفيقه في الحزب بالأمس أصبح ضمن هذا الجيش لكنه لا يرى إلا ما تمليه عليه ضغينته وحقده. 

يتلقى الإصلاح لكمات الكل: الحليف والعدو والصديق والقريب،  ولا يزال يسير خلف هدفه في معركته ضد العدو الحقيقي لكل أصدقاءه وحلفاءه وأقرباءه، الذين لا هم لهم إلا النيل منه وليس من الحوثي. 

وسط هذه الحرب التي شنها الحوثي على الجمهورية والدولة، تحت مبرر محاربة الاصلاح، وبعد كل هذه الإنكشافات التي بدت واضحة للعيان،  يقف جموع الحقد والضغائن في مواجهة الدولة والجمهورية تحت ذات مبرر الحوثي "مواجهة الاصلاح" دون أي اعتبار لذلك الكائن الماكث في رؤوسهم المدعو "مخ".

يتحول الاصلاح، يوما وراء يوم، لوطن بشهادات خصومه التي يطرحونها على سبيل النيل منه، ويسيرون هم وراء حقدهم لمنحه ذاك الشرف بوصف الجيش أنه الإصلاح، وعندما يرصدون أثر الحرب يجدون أن الوطن من تضرر وليس الاصلاح، ورغم كل ذلك فإن أي معارك يقولون أنها معارك الاصلاح، و أن القبيلة التي تواجه الحوثي قبيلة الاصلاح،  بينما يتحولون هم لدمى  محدثة تعمل باللمس والإشارة وبحسب الدفع المسبق،  مواصلين حربهم على الدولة تحت يافطة الاصلاح أو كما يليق للداعم تسميته الإخوان والاخوانج وما شابه ذلك.

فقط اولئك الذين عرفوا الحقيقة من كل الأحزاب يعيشون متخففين من الضغينة والأحقاد، مثقلين بهم وطني واحد، رموا بكل رايات الاحزاب و اتجهوا بدون أي عوائق نفسيه، يخوضون معركة الجمهورية ضد الامامة ولا يعوقهم عائق أو يقف حيال تضحياتهم شيء لأنهم عرفوا أنهم بخير،  ما داموا يواجهوا هذا المشروع الامامي الهاشمي الكهنوتي السلالي البغيض، يحبون كل من يعادي هذا المشروع السلالي العنصري  و يتمنون الشفاء العاجل لكل من يعادي جنود المعركة الوطنية ومشروعهم الجمهوري وقضيتهم الوطنية التي يؤمنون بها.


Create Account



Log In Your Account