مات الملياردير معدما !
السبت 03 أكتوبر ,2020 الساعة: 08:04 مساءً

يقال مات شاهر عبد الحق

لتكتنفه الرحمة السماوية

أما نحن فلقد رحل رجل لم يعن له شعبه أي شئ

رجل مشهور ومحظوظ جمع المليارات ولم يلتفت لحب الناس ولا لرأيهم فيه .

انطوي الليلة على قسوة ما وتلك الحالة من اللا اكتراث ،

رحل ثري عالمي لن يذرف عليه فقير دمعة .

حياة شاهر عبد الحق وموته ، تمنحك تعريفا مختلفا لفكرة الثروة ،

الثروة هي حشد من المشيعين الذين كانت حياتك بالنسبة لهم مبعث امان وحس بالتضامن الإنساني تجاه المتاعب .

رجل حاذق ، لم يدع فرصة الا واهتبلها ، وتمكن من تشييد مؤسسة مالية هائلة ، وبلا عداوات ولا محبين ايضا .

رجل يمكنك استحضار قصة حياته في دراسة اقتصادية تشتغل على الأرقام والرسوم البيانية ، فقط

صورة منتزعة من أكثر تحيزاتنا للذات أنانية واستعلاء على الدراما .

رجل ناجح سيشكل موته فارقا ما في حسابات رجال أعمال مشاركين وفي خيارات الورثة

لكن لا يمني سيجد في هذا الرحيل أي شيئ ، لا كراهية ولا حزن ، اللهم ذلك الحس الإنساني المشترك تجاه فكرة موت أباطرة المال

موت شاهر عبرة لا أكثر ، أن لا أحد سيحمل معه شيئا للعالم الآخر ، فيما عدا ذلك فإن موت شاهر يشبه موت أي مضارب في بورصة لندن .

يذكرني بالحذاقة وبالناجحين الأقرب لبرامج التقنية وماشابه ، لا يذكرني هذا الثري بشئ غير كوكا كولا وحاويات السكر وسكرتيرته الحسناء وبتلك الموجة من الحكمة الطارئة عن : سترحل في النهاية تاركا ارصدتك الهائلة وسكرتيرتك والمكتب الفخم .

ستحزن كوكا كولا لخسارة وكيل حاذق وقد يخطر لسوق السكر أنه فقد المسوق الأول

لا يمني فقد شاهر عبد الحق

لا أرملة انكشفت للضياع بعده ولا مشروعا إنسانيا سيتوقف برحيل شاهر

مات رجل اعمال لا أكثر ، تاركا أعمالا معلقة فحسب .

حياة شاهر ورحيله تجسد الفكرة المتداولة عن :

الرابح يبقى وحيدا .

مات شاهر فترحم الناس على الحاج هايل

لم نصادف من يتحدث كيف أن شاهر انقذ حياته ، بقي شاهر ينقذ نفسه ومكرسا لها ، ويعمل لأجل ذاته ولقد نجح في هذا وانتزع وكالات عالمية ومنح مثالا مدهشا عن الماهر الذي نافس الكبار في السوق ولم يكترث لأحد خارجه .

لازلت دراميا عتيدا من المؤمنين أن الثروة هي حب الناس ، ومن هنا : يبدو لي شاهر عبد الحق معدما مات مخلفا أرقاما هائلة في البنوك .

 

*نقلًا عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account