انتقد محللون سياسيون الترتيبات الأمنية التي رافقت وصول الحكومة الجديدة إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن. وتساءل المحللون عن مصير الدفاعات الجوية للتحالف العربي، مشيرين إلى أن الهجوم الذي طال مطار عدن الدولي، كان يستهدف الحكومة وأن المستفيد الأول من الهجوم هي إيران. ووقع الهجوم ظهر يوم الأربعاء، بالتزامن مع وصول الطائرة التي تقل الحكومة الجديدة، ما أدى إلى مقتل25 شخصا وإصابة 110 آخرين وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة. وأدت حكومة تقاسم السلطة بين الشمال والجنوب بمشاركة المجلس الانتقالي ، اليمين الدستورية أمام هادي، السبت، وتتألف من 24 حقيبة وزارية. وأعلن عن التشكيلة الوزارية الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر، كجزء من اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والذي وُقع عليه قبل أكثر من عام. واتهمت الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية جماعة الحوثيين بالوقوف وراء الهجوم؛ لكن الأخيرة نفت ذلك. وكان لافتا قيام القيادي في الحرس الثوري الذي يعمل سفيرا لدى الحوثيين حسن ايرلو بالتزامن مع الهجوم الذي وصفته الحكومة بالإرهابي، بزيارة ضريح صالح الصماد في صنعاء الذي قتل قبل عامين في غارة للتحالف. وكان ناشطون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو قالوا إنها لصواريخ أطلقها الحوثيون من منطقة الجند شرق تعز باتجاه عدن سقط بعضها في تعز. وقوبل الهجوم بإدانات أممية وعربية ودولية. كما تفاعل محللون سياسيون وصحفيون مع الهجوم، محذرين من استمرار سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على محافظات الشمال. وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي عبدالسلام محمد، إن اليمن سيبقى شمالا وجنوبا غير محرر، وستبقى السعودية والخليج غير آمن؛ طالما بقي الحوثيون وميلشيات إيران مسيطرين حتى على قرية في أطراف صعدة. وأضاف في سلسلة تغريدات عبر تويتر: "يعتقد البعض أن خروج الحوثي من عدن قد حررها، بينما وضعت الأفعى بيضها وصعدت إلى الجبل تنفث سمها في الوقت الذي تراه مناسبا". وأشار إلى أنه منذ بداية الحرب هناك جهة تحاول إظهار فشل السعودية عسكريا والآن أمنيًا، حسب تعبيره. واعتبر التفجيرات بأنها "سمة إيرانية معروفة"، متسائلًا: هل الحوثيون أرسلوا صواريخ أم زرعوا عبوات ناسفة داخل المطار؟ وتابع: " إذا كانت صواريخ أين منظومة الدفاع ؟ وإن كانت عبوات ناسفة كيف وصلت إلى داخل مطار عدن؟".
ولفت إلى أن المستهدف "الشرعية والسعودية (...) وأن إيران المستفيد الأول من هذا التفجير ولذلك هي وميلشياتها الحوثيين وعملائها في عدن المتهمين الأساسيين". وأشار إلى أن المعنيين بتأمين المطار هما "المجلس الانتقالي والامارات" بعد رفضهم للترتيبات العسكرية والأمنية في اتفاق الرياض. وتخضع عدن بشكل كامل لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، منذ انقلابه على الحكومة إبان أغسطس العام الفائت. ووفق عبدالسلام، فإن "التفجير سيدفع بالتحالف الضغط على الحكومة البقاء في قصر معاشيق وهذا ما يجعل امكانية القيام بواجبها صعب". وأضاف: "ما يعني أن المستفيد الثاني بعد نظام الملالي هو الجناح المناطقي الذي لا يريد نجاح الحكومة، ومن خلال هذا الجناح تعبث إيران أيضا في عدن، كما تعبث في صنعاء". بدوره اعتبر المحلل العسكري علي الذهب، تفجيرات مطار عدن بأنها "نتيجة منطقية للإجراءات الشكلية التي وصفت، (...) ولعجز الرؤية الأمنية عن تقدير الموقف والتدابير اللازمة لذلك". ووضع الذهب سيناريوهين أمام التفجيرات، الأول "استهداف حوثي يهدف إلى الترويع وضرب أجنحة الحكومة الجديدة بعضها ببعض، دون إحداث أضرار جسيمة، وفقا لحسابات مختلفة". والسيناريو الثاني، وفق الذهب، بأنه "استهداف يقف وراءه جناح انفصالي متطرف مدعوم من أطراف في التحالف، يحاول الإبقاء على حالة الفوضى، وتحقيق مزيدا من المكاسب." وقال الذهب في تغريدات عبر تويتر إن "المضي في الطريق المظلم لتنفيذ اتفاق الرياض، لن يقود إلا إلى المزيد من النكسات". وأضاف: "علينا أن نتذكر فترة ما بعد انتخابات البرلمانية عام 1992، حين أبقي الجيش معها دون توحيد ودمج وإعادة تموضع، فكانت النتيجة منطقية، حرب خاطفة انتصر فيها الأقوى". لكن الهجوم أوجد حالة اصطفاف واسعة خلف الحكومة لم تكن موجودة من قبل في صفوف القوى التي تحارب الحوثي منذ ما قبل تشكيل المجلس الانتقالي وفق عدد من المراقبين. وتوالت الإدانات العربية والدولية والأممية المنددة بالهجوم على نطاق واسع، لم يحدث مثله حتى أثناء سقوط صنعاء بيد الإمامة. وزار سفير إيران لدى مليشيا الحوثي حسن ايرلو وهو ضابط في الحرس الثوري قبر صالح الصماد بعد ساعات قليلة من الهجوم على الحكومة في عدن. وكان الصماد أرفع مسؤول بمليشيا الحوثي يقتله التحالف منذ بدء الصراع في اليمن قبل خمس سنوات. وقرأ مراقبون الهجوم الحوثي الذي استهدف الحكومة هو الرد الإيراني على مقتل الصماد أحد رجال مليشيا إيران في اليمن.