مريد البرغوثي من دير غسانة إلى القاهرة

عبدالإله هزاع الحريبي

هو نموذج لآلاف أو عشرات الآلاف من الفلسطينيين المبعدين عن وطنهم،  حدثت انتكاسة ٦٧ م وهو في مصر بغرض الدراسة،  تزوج هناك من رضوى عاشور  وانجبا ابنا هو الشاعر المعروف تميم البرغوثي.

 مريد الذي رحل عن عالمنا قبل أيام ترك بصمة  شعرية وأدبية تحكي معاناته والآمه  كفلسطيني وكعربي، في  ديوان طال الشتات يقول في أحد مقاطع قصيدة أمنا  ...

( تود الخروج إلى كوكب خارج الارض

حيث تحدد أين المفر وأين المقر

وأين ستدفن موتى المنافي

وتعرف في اي أرض ستبكي

وعن أي قبر تدافع حتى الممات).

تساؤلات من يعاني شتات المنافي من اخوتنا الفلسطينيين المبعدين عن مدنهم وقراهم ،  وفي قصيدة ابو منيف من نفس الديوان يقول

( وتموت في منفى

ومن  منفى  سواه 

يطير وحش النعي

من منفى إلى منفى وتبتعد البلاد  )

يسافر الوجع معه حيث يكون وهمه كيف أنه يموت المنفي في غير وطنه الأصلي  ،  مريد البرغوثي نموذج للإنسان الفلسطيني الذي ظل مرتبطاً بوطنه معبراً عن ما يختلق في نفس كل منفي ومبعد..

خرج من مدرسة مريد البرغوثي ورضوى رفيقة دربه تميم البرغوثي شاعرٌ متمرد يعبر كما اياه عن قضية وطنه الأم فلسطين....والحديث يطول عن الراحل وقصائده التي تعد قصائد تنتمي إلى الواقع الذي تعيشه الأمة العربية.. فهو أيضاً لم تغب عنه قضية الحريات السياسية.. وهنا في مقطع من قصيدة تفسير يعبر عن النظرات المختلفة لموقف الناس حول شاعر يكتب في مقهى وكل واحد فسر الكتابة من تكوينه النفسي والسيكلوجي... ولكن الاخطر هو رجل المباحث الذييكتم الحريات ويصادرها.. يمنع توهج الحرف..

وهذا هو المقطع الذي عبر فيه عن ذلك في قصيدة (  تفسير  )

( شاعر يكتب في المقهى

العجوز ظنته يكتب رسالة لوالدته

المراهقة ظنته يكتب لحبيبته

الطفل ظنه يرسم

التاجر ظنه يتدبر صفقة

السائح ظنه يكتب بطاقة بريدية

الموظف ظنه يحصي ديونه

رجل المباحث مشى نحوه ببطيء  )

وقصائد مريد البرغوثي رحمة الله تغشاه  بحاجة إلى دراسات وبحوث تخرج الكنوز التي بداخل هذه القصائد.. خاصة في ظل ما يعيشه عالمنا العربي من تقوقع لصالح قضاياه المحلية وبعده عن قضاياه الكبرى كالقضية الفلسطينية.. ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في بلاد الشتات.