صناعة السلام في اليمن (الحلقة الأولى)
الثلاثاء 13 يوليو ,2021 الساعة: 09:12 مساءً

اليمن بحاجة إلى من يصنع لها السلام وهذا يحتاج إلى قادة جدد وإلى نظرية جديدة تعيد إحترام الذات وخلق (الأنا) للشعب اليمني. 

وقد أثبتت التجارب أن الشعوب التي لا تحترم نفسها تسقط مع أول امتحان لها سواء كان بغزو خارجي أو بالاحتراب الداخلي اللذان يعملان على انهيار الدول. 
وبما أننا نعيش الحالتين الغزو الخارجي والاقتتال الداخلي فنحن بحاجة ماسة الى إنقلاب سريع داخل ما تعرف بالشرعية وتأسيس حزب جديد وبنظرية جديدة تقود الشعب نحو الأمن والاستقرار. 
إن أهمية استنهاض الروح اليمنية بهذا الوقت يأتي من شراسة محاولة طمس الهوية اليمنية واللعب بالتركيبة السكانية والمجتمعية وتمزيقنا ومحونا من الخريطة. 

نعم، نحن نريد من يحيي نظرية الانتماء (اليمن أولا) ولو حتى بإيجاد نظرية عنصرية يمنية حتى لو تحولت هذه الروح أو الأنا بالبداية إلى مرض طاغ وإلى كراهية كل ما هو غير يمني.

ما يتمناه اليوم كل يمني هو وجود نظرية وقيم توضح من (نحن) وماذا نريد؟ وتبين حجم ومكانة (الآخر) وما ينبثق عن ذلك من علاقة تكافؤ.

 
إن ما نطلبه ليس شوفينية متطرفة إنما نظرة جديدة  نحافظ بها على هويتنا، إننا نريد الوصول إلى علاقة ندية و تنافسية مع الآخر ووضع قواعد وأسس جديدة للدخول بأي علاقة معنا أو مساعدتنا فلتكن بندية وليس كتابع أو فناء خلفي يتم سحقه وهرسه بكل سهولة. 
إننا جاهزون لتأسيس ذلك فالمادة الخام موجودة و مكونات الدولة المستقلة موجودة كل ما تمتلكه اليمن هو عوامل استمرار اللحمة والتماسك أكثر من عوامل الصراع والتفكك، فاليمن خلافا لكثير من الدول لا يوجد بها انقسام وفق خطوط انقسام الدمار العرقي واللغوي بل إنها تصنف من بين الدول المتجانسة. 


إضافة لذلك فنحن شعب له إسهاماته العالمية شاركنا منذ القدم بحضارات شتى وقامت على أرضنا حضارات متعددة. 
وبالتاريخ الحديث قامت على هذه الأرض دولا ذات مدارس مختلفة سنية وشيعية تصارعنا وتصالحنا واختلفنا واتفقنا.


وفي تاريخنا المعاصر عرفنا ألوانا من الايديولوجيات المختلفة وطبقنا نظريات مختلفة عالمية .
نعم نحن جاهزون لنكون دولة لها لونها ومذاقها المختلف  :
* حضارة تحدثت عنه الكتب السماوية.
* أكدته الاثار والدراسات
* شعب له رموزه وتقاليده.
* شعوره الجميل بماضيه وايمانه الحاضر بقدرته على العطاء.
* والعدو الذي يعمل على قتلنا وتدميرنا. 
ماذا نحتاج بعد كل ذلك ؟ 


نحتاح إلى حزب أو لنخب تمتلئ بتلك الاحاسيس الوطنية وتجري بعروقها حضارتنا وهويتنا وهمومنا ومخاوفنا وأوجاعنا وطموحنا.

إن وجود دول ترى أنها الأنقى والأرقى وتعلن الوصاية والانتداب تجاه اليمن بهذه الحالة ينبغي لهذه الأرض أن تعلن ميلاد قادة يقومون بعمل تلك الجرعة السحرية التي تعطينا الإحساس بالخصوصية والذات الثقافية لندافع عن أنفسنا وذاتنا من الذوبان والضياع الذي يراد لنا. 


إننا نعيش القتل والسحل والتجريف اليومي المتعمد لتاريخنا وجغرافيتنا وآدميتنا ومأكلنا ومشربنا وعملتنا أمام مرأى ومسمع ممن يحسبون أنهم قيادات من ابناء جلدتنا ومن دول الاقليم التي تتعامل معنا كمستنقع ومكان لتصفية حساباتها بأرضنا وتسلبنا حقنا من العيش الكريم. 


جميع الدول العريقة عندما كانت تتعرض للخطر الداهم كانت تحمي نفسها بخلق الأنا والهوية والوعي التام وهو ما شاهدناه في أوروبا واليوم يعاد تكراره من خلال عودة وصحوة للأحزاب اليمينية المتطرفة لتدافع عن نفسها من تنمر الأمريكان والروس وحتى لا تصبح أرضا وميدانا للمعارك ومستنقع لقذارات ومغامرات الآخرين.


Create Account



Log In Your Account