يحدث في صنعاء وليس في فلسطين.. الحرف 28 يرصد تفاصيل تهجير سكان مدينة كاملة وتجريدهم من منازلهم على يد قيادي حوثي
الجمعة 10 سبتمبر ,2021 الساعة: 12:20 صباحاً
الحرفـ28 - تقرير خاص

سنة 1992 أمر رئيس مجلس الرئاسة علي عبدالله صالح مصلحة عقارات الدولة بتخصيص أراض لموظفي مكتب الرئاسة، حددت الهيئة سعوان بعد سنوات من ذلك.

تشير وثيقة حصل عليها الحرف28 صادرة من وزارة المالية عن تسلسل الخطوات والأوامر التي أدت في نهاية المطاف إلى إنشاء مدينة سعوان السكنية التابعة لموظفي رئاسة الجمهورية.


في يونيو 1998 حصل الموظفون على قطع الأرض الخاصة بهم مرخصة من جميع الجهات الرسمية مثل عقارات الدولة والمحاكم. وتقع رسميا على  الهضبة الشمالية الشرقية لجبل نقم شرقي أمانة العاصمة.

بلغت عدد العقارات الممنوحة 6747 لبنة، بني فيها منذ 98م أكثر من 750 مبنى تضم آلاف الشقق السكنية، وفيها الخدمات العامة مثل المدارس والمراكز الصحية والخدمية، 
ومارسوا فيها الانتفاع  والبيع والشراء والتمليك وغيرها من حقوق الملكية.

لم يدم الأمر طويلا على هذا الحال، واقتلب الوضع رأسا على عقب، يشبهه سكان سعوان وأمثالهم من المدن السكنية المحاصرة بصنعاء وهي متعددة في أمانة العاصمة بما يحدث في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.


في يونيو 2017 أنشأ الحوثيون لجنة تدعى لجنة عقارات القوات المسلحة، وهذه الهيئة اختارت أفضل المدن السكنية والمواقع والحارات والجبال ووضعت عليها لافتة تحت اسم منطقة عسكرية مغلقة، لمنع الدخول والخروج والحركة والبيع والشراء، في بادئ الأمر علم الحرف28 من مصادر خاصة أن تلك اللجنة ابتدأت بالجبال والأماكن المفتوحة وغير المسكونة.


سريعا توجهت اللجنة إلى مدينة سعوان الرئاسية وحظرت على السكان والملاك أي بيع أو شراء أو تاثيث أو ترميم أو حتى إغلاق فتحات أسطح المنازل من مياه الأمطار إلا بموجب تعهد خاص يعترف فيه المالك بأن أرضه ملك للجنة العسكرية التي يقودها ضابط حوثي يدعى أبو حيدر عبدالله جحاف.


وعدت الجهات الحوثية مرارا السكان بأن قضيتهم ستنظر بها هيئة عقارات الدولة التي استولى عليها الحوثيون، لكنها لم تنفذ.

صمت السكان مدة خمس سنوات حتى أغسطس الماضي بدأت أصواتهم ترتفع.


خلال تلك الفترة كما تشير الوثائق التي حصل عليها الحرف28 فشلت القيادات الحوثية أو تواطأت مع لجنة أبو حيدر جحاف، ومن تلك الوثائق
توجيه من صالح الصماد، ومن مهدي المشاط، ومن رئيس مجلس النواب الموالي للحوثيين يحيى الراعي، ومن محمد علي الحوثي، وهو أحد أبرز القيادات الحوثية الذين احتكروا تجارة بيع وشراء العقارات والإنشاءات.



تشير الوثائق أيضا إلى خطف أكثر من 20 مالك منزل في المدينة إلى السجن الحربي، ومعهم العمال الذين اشتغلوا معهم في ترميم البيوت.


مع نهاية منتصف 2021 وبعد مرور خمس سنوات على حصار المدن السكنية قرر الأهالي تنظيم وقفات احتجاجية هي الأولى من نوعها في أمانة العاصمة، يقول الأهالي إنهم حوثيون ومن أنصارها ولكنهم لن يتخلوا عن منازلهم لصالح القيادات الحوثية.


قالت تقارير خاصة إن صراعا حوثيا بين القيادات على الموارد والمؤسسات الإيرادية يتفاقم بصنعاء ويأتي على حساب السكان وأنصار المليشيا خصوصا الفئات الأشد ضعفا.

وتجلى الصراع في أبرز صوره بين المنظومة العدلية التي يرأسها محمد علي الحوثي واستحدث هيئة تسمى السجل العقاري وعين أمناء بيع العقارات والمحررين تابعين له، ورد عليه منافسه وخصمه الرئيس بصنعاء بإنشاء الهيئة العامة للأوقاف.


في مطلع سبتمبر الجاري اندلعت معركة شرسة بين عنصر حوثي ضد نافذين قتل فيها وجرح أكثر من 11 شخصا في منطقة الجوية بشارع الستين بأمانة العاصمة.


قال سكان سعوان إنها الشرارة ستندلع ولن تتوقف إذا لم ترتدع اللجنة الحوثية برئاسة أبو حيدر جحاف.


بعد أيام من تنظيم السكان في سعوان وقفات احتجاجية قرروا تنظيم الوقفات يوم الاثنين من كل أسبوع أمام مكتب رئاسة الجمهورية. وبدأوا بنشر سلسلة من صور الانتهاكات التي يتعرضون لها.

تشير المعلومات التي حصل عليها الحرف28 إلى أن مليشيا الحوثي هدمت حوش مدرسة وانتزعت نوافذ من منازل خاصة، وهدمت أساسات وبناءات من عدة منازل.


كما تشير الصور التي حصل عليها الحرف28 إلى أن تحركات سكان سعوان بدأت تلهم مدينة مذبح والسنينة السكنية، التي تعاني نفس المشكلة. ومثلها مدينة الخمسين السكنية السكنية جوار دار الرئاسة.

مقاومة السكان: 
بعد فشل سلسلة من الوساطات واللقاءات عن رفع  الحصار الخانق على سكان المدينة السكنية تعهد بعض أصحاب المنازل بالمقاومة عبر التظاهر الأسبوعي، ونشر وقائع القهر والانتهاكات على وسائل التواصل.
لكن آخرين ينظرون إلى ما حدث في منزل الصيادي بالجوية بشارع الستين بصنعاء نموذجا ملهما، قال أحد السكان إنه حين يرى العنصر الحوثي يهدم سور بيته كأنه ينتزع صمامات قلبه، وتعهد بالمقاومة بكل شيء.
قال آخر إنه سيرمم بيته وإن وصل إليه طقم من قبل أبوجحاف سيظهر أوامر الصماد والمشاط له بكف الخطاب عنه وأنه مستعد للموت دفاعا عن منزله وأسرته.
دعا آخرون للاستمرار في النشر الإعلامي رغم تهديدات الحوثيين للسكان بالمدينة.
بلغ عدد الوقفات المنفذة في أغسطس ثلاث وقفات أمام مكتب الرئاسة بصنعاء، وبدأت أعداد المحتجون بالارتفاع.


لماذا يصر الحوثيون على تهجير السكان من منازلهم والاستيلاء عليها؟
هناك عدة أسباب تقف خلف الهجوم الحوثي المكثف على المدن السكنية رغم كل التوجيهات الموجهة إليهم من قيادتهم في الظاهر لكف الخطاب عن السكان، أولها كما يرى خبراء التنافس الحوثي الداخلي على الثراء واستخدام العقارات لغسل الأموال التي يستولون عليها عبر شراء العقارات.

وثانيها الهجمات على المدن السكنية تأتي ضمن ساحات الصراعات الداخلية الحوثية بين القيادة العليا للحوثيين مثل محمد علي الحوثي وأحمد حامد الذين يتصارعون على حساب السكان بكل الوسائل.
والعامل الأهم هو نية طهران بناء ضواح شيعية اثني عشرية تحيط بمدينة صنعاء على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت وفق مراقبين تحدث للحرف28 ، وأشاروا إلى مدينة وادي أحمد التي دشنها محمد علي الحوثي قرب وادي احمد بمطار صنعاء.

وشنت إيران عملية تغيير سكان وتهجير شامل لسكان جرف الصخر في كربلاء جنوبي بغداد باعتبارهم من مذهب لا يواليها كما سيطر حزب الله بالقوة العسكرية وبتغيير ديمغرافي على ضواحي بيروت وفقا لتقارير دولية عن ذلك.


Create Account



Log In Your Account