اليمنيون والسعودية .. التآمر مستمر على اليمن
السبت 06 نوفمبر ,2021 الساعة: 12:38 مساءً

ظل اليمنيون إلى عهد قريب يأملون أن يصدق التحالف معهم في دعمه لعودة السلطة الشرعية إلى صنعاء ودحر كافة أشكال الميليشيات الخارجة عن القانون ، وبالرغم من البوادر المبكرة التي ظهرت بأن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات لا تريد عودة هذه الشرعية ، إلا أن اليمنيون لم يستوعبوا أن جارهم وعدوهم اللدود لا زال يضمر كل هذا الكره والحقد على بلدهم اليمن وانه يسعى بقوة وخبث لتمزيق بلدهم وتمويل كيانات هزيلة ومتناحرة  ، تلبي رغباته الجامحة في بقاء اليمن تحت وصايته ضعيفاً ليس له حول ولا قوة ، ولا شك أن الانقلاب الذي أحدثه الحوثي وصالح مهد بقوة للسعودية ان تتدخل وتحت يافطة دعم الشرعية لتصنع باليمن هذا الذي نراه ، وكلنا على يقين أن السعودية والإمارات كانتا قادرتين على إعادة السلطة الشرعية اذا كانتا صادقتين في ذلك ، ولكنهما دخلتا لتمنع التحول التاريخي لليمن بالدولة التي ينشدها جميع اليمنيين ، دولة القانون، دولة التنمية، دولة المواطنة المتساوية.

الإمارات صنعت فزاعة الإخوان لتحارب المشروع الوطني وتعمل على اجتزاء سقطرى اليمنية محاولة استعمارها لتستغلها في توسيع أحلامها في التوسع ، والسعودية هي من دعمت ومولت القيادات والكوادر الإخوانية كي تجعل منهم لاحقاً سبباً لعدم عودة الشرعية ، وكان بإمكانها منذ البداية ن تدعم قيادات عسكرية ذات ولاء وطني حقيقي بعيداً عن الجماعات والأحزاب السياسية ، كان اليمنيون قد بدأوا يغيرون من نظرتهم السلبية للسعودية في بداية عاصفة الحزم ، ولكن تأكد لهم ان السعودية لا زالت على عهدها القديم في سحق أحلامهم وأمنياتهم وآمالهم في بناء بلدهم الذي يحلمون به ، بلدهم الذي يجعلهم غير محتاجين للاغتراب عند الجارة التي أصبحت تحاربهم حتى في لقمة عيشهم هناك في داخل مدنها ، تضيق عبيهم سبل العيش وتذلهم وتفرض عليهم الإتاوات الباهظة تحت مسميات عديدة كتجديد الإقامة وغيرها ، واصبح اليمنى يشقى ويكابد الحياة وظروفها الصعبة ليملأ الخزينة العامة للدولة السعودية.

ها هي السعودية اليوم ووكلائها الذين في قمة هرم السلطة يعملون ليل نهار على تجويع الشعب اليمني ، فهي تمد هؤلاء الوكلاء بالمال وهم يقومون بالمتاجرة بهذا المال لسحق العملة الوطنية ، كثير من المسئولين في قمة السلطة وفي الحكومة اليمنية وفي المجلس الانتقالي وفي حراس الجمهورية وفي حزب الإصلاح يمارسون اليوم غسيل أموال ويلعبون بقوة في عالم الصرافة ، وليس في قاموسهم مصالح الشعب الذي يطحنه الجوع وغلاء الأسعار والفقر المدقع كنتيجة لتوقف الرواتب وعدم العمل على تصدير الغاز والمشتقات البترولية وتوريد قيمة المبيعات للبنك المركزي ليرفد بالعملة الصعبة ، وها هي منظمات الإغاثة تهدد بتوقف عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن ، وان حدث ذلك فسيكون ذلك المسمار الأخير في نعش الشرعية والتحالف ، ذلك ان الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي وهو يتضور جوعاُ بينما من يقوم بتجويعه يستمتع بمعاناته ، الأيام والأسابيع والشهور القادمة حبلى بالمفاجآت .... وللحديث بقية أن طال بنا العمر .


Create Account



Log In Your Account