التشاور: اليمن تتقدم إلى الخلف
الأحد 03 أبريل ,2022 الساعة: 08:56 مساءً

قلبها كما تريد!

الحوثي، هو "الغائب" الحاضر،

واليمن هي "الحاضرة" الغائبة في مؤتمر التشاور.

الوضع لصالح  الحوثي وإيران.

جملة مخففة لانتصار الحوثي وإيران.

اليمن انهزمت.

السعودية انهزمت.

 

أعضاء التشاور:

اعذروني إذا لم أتكلم عن أعضاء مؤتمر التشاور، لأني لا أستطيع أن أتكلم عنهم بهدوء وببرود.

وأنا يعجبني عندما أتكلم أو أكتب، أن أقول ما أريد بأسلوب وببرود وهدوء.

 

أولا: الحوثي هو الغائب الحاضر

الحوثي، غير موجود "رسميا" في مؤتمر التشاور، ولكنه أكثر الموجودين حضورا.

الحوثي، حاضر بأعضاء داخل المؤتمر هم حوثيون رسميون.

الحوثي، حاضر بأعضاء في المؤتمر هم حوثيون حتى النخاع.

الحوثي، حاضر في المؤتمر بدول "متفهمة" أو "محايدة" من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، الذين يعرفون "معنى" إيران و "يعنيهم" ما "يعنيها".

الحوثي، حاضر في المؤتمر بتأثيرات جروندبيرج وليدركنج وربما التأثير الرسمي الفعلي من وراء الستار لبريطانيا وأمريكا الذين يريدون أو حتى "يأمرون" بإنهاء الحرب على أي حال كان حتى ببقاء نفوذ إيران في اليمن.

الحوثي، حاضر بتغييب مؤتمر التشاور للرئيس هادي ونائبه الذين سيتم تقليم أظافرهم داخل مؤتمر التشاور كما تقول الشائعات والتسريبات.

الحوثي، حاضر بسبب أن هناك ٨٠٪؜ من السعودية تريد الهرب.

الحوثي، حاضر بتلك الدعوات الحارة للحوثي من مجلس التعاون ورئاسة مؤتمر التشاور التي تكاد تصل لدرجة التسول والشحاتة ليحضر وأنه سيجد ما يسره من الغنائم والمكاسب والسيطرة.

الحوثي، حاضر برغبة أصحاب المؤتمر بمراضاته بعدم البت بصفة نهائية في أمور اليمن انتظارا لمؤتمر آخر أهم يُعقد خارج السعودية وبغير رعاية السعودية أو الخليج ليتم تعميد الحوثي ملكا متوجا "رسميا" أو "غير رسمي" على اليمن.

 

ثانيا: السعودية: ٨٠٪؜ و ٢٠٪؜

٨٠٪؜ من وجدان وروح وقلب السعودية، قد ملَّت وزَبَلَت من اليمنيين واليمن ومن الرئيس هادي ومن نائبه الرئيس محسن، وتريد أن تخلص من كل شيئ على أي حال ومهما حدث لليمن.

٨٠٪؜ من السعودية تريد أن تتنعم بكونها إحدى أهم وأغنى ٢٠ دولة في العالم بعيدا عن ضجر وملل وزبل اليمن.

٨٠٪؜ من السعودية تتمنى لو كانت تملك ترف أن تترك اليمن للحوثي مثلما تركت أمريكا أفغانستان لطالبان.

٨٠٪؜ من السعودية، لا يوجد عندهم صبر إيران الاستراتيجي ولا نهم توسع إيران العسكري، ولا يهمهم الهزيمة في اليمن أمام إيران.

لكنك هناك تلك ال ٢٠٪؜  من السعودية التي لا تستطيع ترك اليمن.

لكن هناك ٢٠٪؜  من السعودية مسكونة بتلك "الهِنْهِنَة" وتلك "الشُّحْفَة" وتلك "الشَّهية" وذلك "الشَّجَنْ" في الأحشاء والتاريخ والجغرافيا والسياسة التي تسكُن تفكير السعودية للتدخل في شؤون اليمن.

لكن هناك ٢٠٪؜ من السعودية بداخلهم ذلك الخوف والهاجس من أن اليمنيين لا يكفون أن إحضار أفكار "خارجية" وقوى "خارجية" إلى البلاد التي تقع على حدودهم الجنوبية.

اليمنيون، يحضرون أفكارا وقوى عسكرية، تعادي السعودية جهارا عيانا إلى حدودها الجنوبية.

قد أحضر اليمنيون الناصرية والبعثية والقومية والشيوعية والآن يحضرون الشيعية والخمينية والفارسية إلى حدودهم الجنوبية

ولكن هناك ٢٠٪؜ من السعودية التي لم تقبل بعد بالهزيمة العسكرية أمام إيران.

بالبداهة والعقل المفروض أن وضع اليمن سيتبلور في إتجاه ما تراه ٨٠٪؜ من روح وقلب السعودية، وسيعتبرون أن هذا أفضل للسعودية.

ولكن من الصعب إغفال تأثير ال ٢٠٪؜ من تكوين السعودية وتركيبتها الذي يدفعها دائما لأن تتدخل في اليمن.

 

ثالثا: شعب اليمن: خسران فرحان

شعب اليمن رجع إلى الوراء، لكن فرحان.

الناس، فرحون باحتمال عودة الحياة الطبيعية وحرية التنقل مع شوية سلال غذاء.

وهذه هي نقطة قوة مجموعة الأزمات والمنظمات الدولية وبيرني ساندرز وليبراليي الغرب وجروندبيرج،

…. ومؤتمر التشاور.

شعب اليمن، خسران لأنه لم يحقق أي شيئ من أحلامه في التغيير والمواطنة السوية وسيادة القانون والدستور،

والتخلص من حكم "العصبيات" والأعفاط والمتنفذين والمغامرين،

….ولكنه فرحان.

شعب اليمن، سينتكس إلى ما قبل ١٩٦٢ وما معها من "مسيدة" و "الغدير" و "التعاويذ" و "الشخططة" وزيد بن علي والهادي الرّسِّي،

… ولكنه فرحان.

شعب اليمن مصدوم ومصعوق بإحضار الحوثي لصرخة الخميني ولطم الوجه وجلد الظهر في عاشوراء محرم وذكرى مقتل الحسين.

… ولكنه فرحان.

شعب اليمن، رجع إلى الوراء،

… ولكنه فرحان.

 

رابعا: انتصار الحوثي وإيران

سيجري نوع من التزيين والبودرة والحامورة والباروكة لما يحدث الآن.

سيجري تزيين مخرجات وقرارات مؤتمر التشاور.

سيتبارى الإعلاميون في كشف أسرار وخبايا بأن الرئيس هادي ونائبه محسن، هم سبب الهزائم والانتكاسات ابتداء من ٢٠١٥ وحتى أنهم هم السبب باقتحام الحوثي لصنعاء في ٢٠١٤ وأن ٢٠١١ كانت فتنة سببها عيال الأحمر وعلي محسن.

وسيتم تعميم حالة نشوة بقصقصة أظافر الرئيس هادي.

سيتناسى الإعلاميون حقيقة أن من يستطيع طرد هادي من عاصمته عدن، يستطيع بسهولة أكبر قصقصة أظافره في الرياض والإطاحة بنائبه محسن ولكنه فضل مؤتمر التشاور.

ولكن سيبقى الحوثي بصرخته وسلاحه وميليشياته وبمسيدته  وطائفيته وعنصريته.

سيبقى الحوثي بالعصبيات التي تحت يده.

سيبقى الحوثي بقدرات على السيطرة على الموارد والتغلغل في التجارة والقطاع الخاص وفرض الإتاوات على المصانع ورجال الأعمال وربما حتى بالخُمُسْ والزكاة.

ولن يتخلى الحوثي عن التهريب والسوق السوداء كما يفعل مرشديه ومعلميه من الحرس الثوري داخل إيران.

ولن توجد أي قوة يمنية أو سعودية بعد مؤتمر التشاور، تفكر في التصرف صد الحوثي لا سلميا ولا عسكريا.

ربما ستكون هناك بيانات شجب واستنكار ضد الحوثيين من بعض اليمنيين الدائخين الذين يكيلون المديح لبعضهم البعض بأنهم المناضلون والتنويريون الرائعون بالرغم من أن الناس يعتبرونهم مجرد ضائعين سامجين مُمِلين مُقلدين لأشياء في الخارج لا تهم الناس ويشغلون أنفسهم بأشياء هبلاء مثلهم بدون أي تأثير عملي أو حتى فكري على الناس.

 

خامسا: فترة انتقالية بكانتونات

تخلي السعودية عن دعم الشرعية وهروبها من حرب اليمن،- الذي يعتبر الآن في شبه المؤكد- سيفتح الطريق لخطة مجموعة الأزمات الدولية الأمريكية وروبرت مالي لتقسيم اليمن لخمس كانتونات أو مقاطعات، تحت حكم لوردات الحرب الموجودين فعلا على الأرض.

سيحصل لوردات الحرب على مناصب شرعية وفلوس.

سيحصل الشعب على قليل أمان وخوف أقل ومنظمات غربية ومراكز تفكير خواجاتية وسلال غذائية.

وسينتظِر الحوثي.

وسينتظر فيلق القدس الإيراني.

سينتظران اللحظة المناسبة للانقضاض على لوردات الحرب والكانتونات.

أما السعودية، فستحتج.

كل ما ستفعله السعودية- عندئذٍ- هو الاحتجاج والارتجاج والتنديد والشجب تماما مثل المناضلين حقنا الذين يحللون وينظرون ويمدحون بعضهم البعض ويصفون أنفسهم بأنهم رائعون.

 

سادسا: عودة إلى ٢٠٪؜ من السعودية

لا أنكر بأني أضيق بال ٨٠٪؜ من السعودية التي تريد نعيم وترف الدنيا، لأنها ستنهي بأمر اليمن إلى الوقوع بيد الحوثي وإيران وبدون أي بصيص أمل في النجاة من الكوابيس لعقود طويلة كثيرة قادمة من الزمان.

لا أنكر بأني أفضل التعامل مع ال٢٠٪؜ التي بداخل السعودية المسكونة بهواجس اليمن، بالرغم من كل ما قد عملته بنا في العقود الماضية من الزمان على أمل أن ننجو من الحوثية وإيران ومن عاداتها القديمة.

 

*نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account