تصريحات مثيرة لقيادي رفيع بالمجلس الانتقالي حول "الانفصال" و"القضية الجنوبية".. هل فضح زيف شعارات المجلس؟
الإثنين 04 أبريل ,2022 الساعة: 01:48 صباحاً
متابعة خاصة

في تصريحات مثيرة، كشف قيادي رفيع بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا، عن تحولات مفاجئة في مواقف المجلس من القضية الجنوبية وخصوصا ما يتعلق بمطالبه بانفصال جنوب اليمن عن شماله. 

التصريحات التي نقلتها صحيفة الاندبندنت البريطانية عن القيادي في المجلس الانتقالي وعضو وفد المجلس في مشاورات الرياض عمرو البيض - وهو نجل الرئيس اليمن الجنوبي حتى الوحدة علي سالم البيض، تكشف عن تراجع غير مسبوق للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا، عن أهم مطالبه فيما يعرف بالقضية الجنوبية. 

ووفق تصريحات البيض لصحيفة اندبندنت عربية، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي في طريقه للتراجع رسميا - على الاقل في الوقت الحالي - عن خيار انفصال جنوب اليمن عن شماله الذي يطالب به منذ نشوءه قبل سنوات بدعم اماراتي، وهو ذات الامر الذي يطالب به ما يعرف بالحراك الجنوبي السلمي منذ تأسيسه في 2007، وهذا الاخير حاربته الامارات وقلصت نفوذه ووجوده لصالح الكيان الجديد الموالي لها. 

ونقلت الصحيفة عن البيض ، قوله "نحن لم نأت إلى الرياض لفرض الانفصال، بل لوضع أُطر تستوعب القضية التي نعمل عليها". 

وأضاف البيض أن "الانفصال في هذا الوقت ليس حلاً، بل سيكون مشكلة، هذا يمكن مناقشته بعد انتهاء الحرب واستعادة الخدمات وإصلاح المعيشة، لكن الآن نريد أن نضع إطاراً للتعامل مع القضية والاعتراف بها والعمل على أساسها، ثم نتجه لمواجهة العدو المشترك وهو الحوثي، وبعد انتهاء الحرب واستعادة الدولة يمكن مناقشة الانفصال". 

وأكد أن الانفصال في الوضع الراهن ليس حلاً موضوعياً، بل إيقاف الحرب ثم مناقشته. 

وتكمن مشكلة لم شمل الجبهة المناهضة للحوثي في أن الطرفين يتمسكان بقضايا وجودية تمحو الآخر، إذ تملك الحكومة الشرعية نزعة وحدوية تسعى من خلال ما تقوم به إلى الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية وتحرير ما تبقى منها تحت سيطرة الميليشيا الحوثية التي انقلبت على السلطة في 2014، في حين يصر الانتقالي على إيجاد آلية لإنهاء الجمهورية اليمنية الموحدة لـ"استعادة" دولة الجنوب، أو هكذا يُتهم. 

وحول أجندة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض القائمة الآن، قال البيض إن تواجد المجلس في المشاورات يأتي لوضع أطر للقضية الجنوبية، موضحا "نحن في مرحلة مشاورات يجب فيها أن يوضع إطار لهذه القضية بعد ذلك ندخل في المفاوضات، فنحن الآن لا نتحدث في حل هذه القضية، بل وضع إطار لها، يعني تعريفها ومن يمثلها، وماهي المرجعيات التي تعترف بها في حال إقرار التفاوض حولها". 

وفي سياق متصل، قال البيض إن المجلس الانتقالي لا يمثل الجنوب، وهو الامر الذي قد يغضب قيادة المجلس والتي تعتبر نفسها ممثلا وحيدا للشعب الجنوبي، حد وصفها 

ويعد هذا المجلس كياناً طارئاً إذا ما وضع في مقارنة مع الحراك الجنوبي الانفصالي الذي يتكئ عليه، وهو الذي تأسس في 2017، وخلال السنوات والعقود التي سبقت ولادته بنى الانفصاليون في جنوب البلاد كياناتهم واختاروا ممثليهم، في حين يستأثر المجلس الحديث اليوم بتمثيل الجنوبيين بسبب قوته المستمدة من عتاده وقدرته المالية الكبيرة بفضل داعميه. 

وأوضح أن "هناك سوء فهم وعدم إدراك لأدوار المجلس الانتقالي، الانتقالي لا يمثل الجنوب، ولا يقدم نفسه على هذا الأساس، لأنه لا توجد آلية أصلاً لتحديد الشعبية والتمثيل وقياس آراء الناس، حتى نستطيع بناءً عليها أن نقول هذا يمثل وذاك لا، نحن نمثل القضية الجنوبية فقط". 

واعتبر البيض المكونات الجنوبية الأخرى كممثلين آخرين للجنوب، بأنها عبارة عن" جماعات حقوقية وليست سياسية، مثل مؤتمر حضرموت الجامع الذي يعد كتلة كبيرة في حضرموت، لكنه لا يمثل القضية الجنوبية، هو يمثل مطالب خدمية للمواطنين في الإقليم". 

يشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، أنشئ في 2017 بدعم اماراتي وجميع قادته يخضعون لأوامر أبوظبي، وكون له جيشا واجهزة امنية موازية للشرعية قبل ان ينفذ ضد الاخيرة انقلابا مسلحا في اغسطس 2019. 



Create Account



Log In Your Account