مَن يقف وراء تشكيل المجلس الرئاسي.. ولماذا الآن؟.. خبراء وسياسيون يجيبون
السبت 09 أبريل ,2022 الساعة: 11:02 مساءً
متابعة خاصة

مثّل إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي، تشكيل مجلس قيادة رئاسي لإدارة البلاد كبديل له مفاجأة كبيرة في الاوساط المحلية والاقليمية والدولية، رغم أن التغيير في مؤسسة الرئاسة كان متوقعا. 

وحسب خبراء وسياسيون، وفق موقع "بي بي سي"، المفاجأة في الاعلان ليس بسبب توقيت هذا التحول الذي كان متوقعاً، ولكن بسبب تشكيلة هذا المجلس بعد أن راجت شائعات بأن مداولات تجري لتعيين نائبين أو ثلاثة لهادي بينما سيظل في منصبه الذي تمسك به لنحو أحد عشر عاماً شهد عهده خلالها كثيرا من الإخفاقات السياسية والعسكرية، والانتقادات لتواضع أدائه وسوء إدارته. 

وأبرز المآخذ على قرار هادي جاء من قبل خبير القانون الدولي والدستوري، د. محمد على السقاف، الذي إعتبر أن "الاعلان الرئاسي الصادر بتاريخ 7 ابريل 2022 لاعلاقة له بالدستور اليمني الذي لم يخول لرئيس الجمهورية أي صلاحيات للتنازل عن سلطاته لأي طرف آخر إلا بموجب ما هو منصوص عليه في الدستور الذي يقضي فقط في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية بأن يتولى مهام الرئاسة لمدة لا تزيد عن ستين يوما وفي حالة خلو منصب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس معًا يتولى الرئاسة مؤقتا". 

وبينما تحتدم النقاشات حول مقدمات وطبيعة ما جرى، يعتبر الكاتب والباحث السياسي، ياسين التميمي، أن "أفضل ما في هذا التغيير الذي يحمل بصمات الانقلاب أنه أعاد منصب رئيس الجمهورية إلى واجهة الأحداث بعد ان اختفى أحد عشر عاماً، وأنه نص على توحيد القوات والتشكيلات المسلحة ووضعها تحت قيادة موحدة وعقيدة عسكرية واحدة". 

الدور السعودي
كان من اللافت أنه بُعيد وقت قصير من إعلان هادي قراراته، استقبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي بحفاوة بالغة، وحرص على معانقتهم جميعاً بدون (كمامات) رغم المخاوف القائمة من فيروس كورونا، وفق بي بي سي. 

كذلك فإن الهبة السعودية الإماراتية المقدرة بثلاثة مليارات دولار تؤكد في نظر كثير من المحللين أن الرياض وأبوظبي كانتا وراء تشكيل هذا المجلس أكثر من مئات الساسة اليمنيين الذين كانوا يجتمعون للتشاور في العاصمة السعودية، وأن تلك الهبة كما يقول الباحث السياسي، عبدالناصر المودع، لبي بي سي "ليست سوى محاولة لتسويق هذا المجلس، والإيحاء بأنه هو من بتلك الأموال سينقذ الاقتصاد اليمني ويخفف معاناة المواطنين التي تكاد تصل حد المجاعة". 

موقف الحوثيين
وبالنظر إلى إعلان هادي أناط بالمجلس الرئاسي الجديد مهمة التفاوض مع حركة أنصار الله الحوثية فإن محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحركة علق في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر على هذه التطورات بقوله:" هذه الإجراءات التي عملها تحالف العدوان لا علاقة لها باليمن، ولا بمصالحة ولا تمت للسلام بأي صلة، وإنما تدفع نحو التصعيد من خلال إعادة تجميع ميليشيا متناثرة متصارعة في إطار واحد يخدم مصالح الخارج ودول العدوان". 

تحديات
لابد أن تحديات كبيرة ستكون ماثلة أمام المجلس الرئاسي الجديد سياسياً وعسكرياً وعلى رأسها كيفية تعامله مع جماعة الحوثي التي تتمسك بمطالب وشروط يراها البعض عائقاً أمام أي مفوضات سلام مقبله كما أن من المتوقع أنه سيكون لدى المجلس من جانبه شروطا لن تقبلها الحركة وبالتالي فإن أي مفاوضات سلام لابد أن تكون شاقة وطويلة ومعقدة وغير مضمونة النتائج. 

وفي وقت سابق من اليوم، قال المجلس السياسي للحوثيين، أعلى سلطة تنفيذية في جماعة الحوثي، إن الإجراءات التي تمت في الرياض بدءا بالمشاورات وانتهاءا بإعلان المجلس الرئاسي، هي إجراءات " غير شرعية صادرة عن جهة غير شرعية خارج الوطن، وأن لا علاقة لهذه الإجراءات باليمن ولا بمصالحه كما لا تمت للسلام بأي صلة"، في إشارة إلى دعوة اعلان تشكيل المجلس الرئاسي الجماعة للحوار لانهاء الحرب. 

واعتبر المجلس السياسي الحوثي "أن كل من يشارك في ذلك هو جزء من العدوان على اليمن"، في رسالة واضحة لرفض الجماعة الدعوة إلى السلام. 

وكان الرئيس هادي قد أعلن، الخميس، تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وسلمه كافة صلاحياته وكلفه بالحوار مع الحوثيين لانهاء الحرب. 



Create Account



Log In Your Account