مسلسلات بعيدة عن الواقع .. أين دراما حياة الناس؟
السبت 07 مايو ,2022 الساعة: 05:58 مساءً

لاريب بأن الدراما اليمنية، كانت قد شهدت نقلة لابأس بها، خلال الفترة الماضية، بقدر ما حققت نجاحاً، في إنتاج العديد من المسلسلات الهادفة، والجيدة، والتي ربما تكاد تضاهي ، في مضمونها أو تنافس فيها، عديد من الأفلام والمسلسلات العربية ، والتي هي فعلاً كانت قد حازت ، على سمعة وإعجاب نسبة كبيرة ، من المشاهدين.


الذين يتابعون، القنوات الفضائية اليمنية ، وبالذات في مثل شهر رمضان، حيث نجد أن الناس، يقبلون على مشاهدة ما ستقدمه تلك القنوات من دراما ، أو مسلسلات جديدة ، ولكن أستطيع القول بأن المشاهد اليمني ، أياً كان موقعه في المجتمع ، سرعان ما يصطدم ، حال ما يرى تلك المسلسلات ، التي تعرض من خلال شاشات تلك القنوات التليفزيونية ، وكان يفترض من الجهات المختصة بالدولة ، ومنها وزارة الثقافة ، أن تقوم أقل ما يمكن بالتنسيق مع أصحاب القنوات الخاصة، بغرض معرفة الأعمال التي ستقوم بتنفيذها. 


كمثل إختيار الروايات ، أو سيناريوهات الدراما ذات المضامين، الإجتماعية أو السياسية ، أو التاريخية ، وغيرها ، حتى يكون لها دورها الفاعل والمؤثر في وسط المجتمع ، وذلك من خلال المشاهدة ، لتلك المسلسلات الدرامية. سواءً منها اليمنية أو العربية. 


ولكن لنسلط الضوء على الدراما اليمنية، لأننا لا نريد أن نتشعب ، في مثل هذه المواضيع ، ونذهب بعيداً عن واقعنا ، رغم أن المسلسلات القديمة ، كانت لها أبعادها ، وأهدافها الإجتماعية ، والسياسية ، ولكن للأسف، سرعان ما طرأت على هذه الدراما ، تغيرات كبيرة ، وخصوصاً خلال ظهور أو إنشاء القنوات الفضائية الخاصة ، والتي أضحت تتعامل ، مع مواد أو أعمال كهذه ، بعيدة عن الواقع ، و لا تمت بصلة ، لأوضاع المجتمع ، والذي هو بحاجة ماسة ، بأن يرى دراما جادة ، وهادفة ، تعالج أوضاعه ، ومشاكله ، الإجتماعية ، الإقتصادية ، السياسية ،  والتاريخية ، وغيرها،  خصوصا أن هنالك ، العديد من الأعمال الأدبية ، ومنها الروايات اليمنية ، والتي هي فعلاً ، وصلت من حيث محتواها ، في جوانب عديدة ، إلى مستوى الروايات العالمية ، وبعضها أفضل من ذلك ..! 


كان الأجدى ، بالقنوات الفضائية الخاصة ، وما أكثرها في الوقت الحاضر ، أن تركز أو تقف ، أمام الأوضاع ، التي يعاني منها المجتمع اليمني ، بكافة فئاته وشرائحه المختلفة ، بدلاً من عرض تلك المسلسلات التي لا تحمل في عرضها أية مضامين إجتماعية ، أو تاريخية ، بقدر ما تكاد تكون بعيدة ، عن هموم الناس ، وإن رأى أصحابها ، بأنها تلامس الواقع ، فهنا تكمن المشكلة ! 


وفي الحقيقة ما عرض من مسلسلات ، تظهر أوضاعاً مغايرة للحقيقة ، وفيها نوع من المبالغة الكبيرة ، وهذا حقاً ما يلحظ من خلال تلك الأعمال التي تقدم ، في حين كان ينبغي من القنوات الفضائية الخاصة ، أن تركز على ما يعانيه الناس ، من أوضاع سيئة ، ومتردية للغاية ، وبالتالي هو ما كان يستوجب ، التركيز على تلك السيناريوهات ، التي تشمل أحداث الحرب الجارية ، وكذا ما حدث من دمار شامل ، للمناطق والمدن اليمنية ، فضلاً عن عملية النزوح للناس من مكان لآخر ، علاوة على ما يعانونه من أوضاع صعبة في تلك المناطق ، ناهيك عن دور المنظمات الإنسانية ، والحقوقية في هذا الجانب ، سلباً وإيجاباً . 


وإذا لم يكن ، حول هذه الجوانب ، فهناك روايات ، وأعمال أدبية عديدة ، في هذا الشأن لكتاب يمنيين ، منها على سبيل المثال: صنعاء مدينة مفتوحة ،  الأرض يا سلمى ، طاهش الحوبان ، يموتون غرباء ، وضاح اليمن ، سيف بن ذي يزن ، شمر يهرعش ،  الموت الأحمر ، بخور عدني ، اليهودي الحالي ، مصحف أحمر ، نهايات قمحية ، وغيرها.


وبالإشارة إلى ذلك ، نستطيع  القول ، أن كل ما يعرض حالياً من دراما يمنية ، وبالذات من خلال تلك المسلسلات الرمضانية ، لا تمت إلى الواقع بصلة ، حيث بعضها خيالية ، أو من  نُسج الخيال ، وبعضها الآخر  فيها نوع من المبالغة المفرطة ، ناهيك عن الدور الذي يقوم به الممثلون ، في هذه المسلسلات سواءً من ناحية ملابسهم أو لهجاتهم ، لا تتناسب مع البيئة اليمنية البتة.


الأسوأ من ذلك أن هنالك بعض اللقطات ، أو الأدوار الخاصة ، بأعمال الدراما ، تُمثل من خارج الوطن ، وهنا الكارثة ..؟

إذن . ما الذي استفدنا من هذا ؟ 


لا شئ ، سوى هدر للإمكانيات ، وضياع للوقت ، ومواد درامية بعيدة عن الواقع ، ومسلسلات هابطة، لا ترقى إلى المستوى الذي يلبي حاجات  المجتمع بشكل عام .


Create Account



Log In Your Account